كريم جخيور - بعد عقدين ونيف.. شعر

عشرون عاما ونيف
هو الشوق الفاصل بين صرختين
واحدة على كتف الشط
من جهة عبادان
والثانية
قرب مرسى السفن
في أعلى شارع إجنادين
الساعة الخامسة صباحا
بتوقيت ساعة الساحة
قبل أن يصيبها العطل
وفي اللحظة التي
كنت تركضين بها الى المدرسة
بتنورتك الزرقاء القصيرة
وقميصك الأبيض
الموشى بشريط أحمر
تتوسطه عبارة فارسة الصف
كانت ظفائرك الممهورة
بأصابع أمك
والتي دائما تعقدها بشرائط ملونة
تتراقص ضاحكة
على ظهرك
كنت أنا في تنور الحرب
أنصب مدفع الهاون بجد
لا من أجل أن أقتل أحدا
ولكن من أجل أن لا أموت
حتى ألتقيك
بعد عقدين ونيف.
لم تزل الطفولة تمرح في عينيك
غير أنك لم تعودي
تركضين في الشوارع
وتنورتك الآن طويلة
تحاول جاهدة
أن تخفي البياض المتقد
لم يعد شعرك بشرائطه الملونة
صار ينام تحت الحجاب
مكتفيا بقصة الكاريه
وتشيطنت شفتاك
فصرت تعرفين فداحة القبل.
وصار لك في الصدر نهدان
يكادان يشقان جيب القميص

يبذلان الدفء
ويعرفان اتقان المعاصي
وها أنني في كل لقاء
أشطب من فارق العمر سنة
حتى غدوت بعمرك
أو أكاد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى