إيريز بيتون - في ساعة الغروب.. ترجمة: تامر مصالحة

بأرض الميعاد
كان أبي يكشف
عن ذراعه قائلاً:
من المرفق فما فوق
كل ما هو نظيف وناصع البياض
ومن المرفق فما تحت
ولغاية جذور الأصابع
كل ما هو مظلم
محروق
منقوص
ومسلوب
وأنا أجيبه قائلاً:
أبي… أنت يا أبي
موشوم…


(من ديوان إيرز بيطون الشعري: “تمبيسرات- عصفور مغربية”، دار الكيبوتس الموحد، 2009)

======================
وُلد باسم يعيش، لأنّ كلا أخويه اللذين يكبرانه توفّيا قبل ولادته، عام 1942 في مدينة وهران في الجزائر، والتي كانت تحت الحكم الفرنسي، ولكن كلا والديه كانا من مواليد المغرب.

هاجر بيطون عام 1948 مع أسرته إلى إسرائيل، ولكنّ التغيير الأكبر في حياته حدث بعد مرور نحو ثلاثة أعوام، عندما فقد بصره وقُطعت يده لدى إصابته بعبوّة ناسفة وضعتْ قرب منزله في مدينة اللّد. ومنذ ذلك الحين، رافق العمى حياة بيطون، الذي كتب في إحدى قصائده: “في كلّ رجل أعمى مزروعٌ حصان جامح يسعى إلى العدو إلى مسافات”.

تعلّم بيطون العمل الاجتماعي وعلم النفس من أجل الابتعاد عن ضائقته القاسية، ومن أجل الخروج من دور الضحية والدخول في دور المساعد والمساهم. قال في المقابلة إنّه أراد التوقف عن أن يكون شخصا يتلقّى المساعدة، وأن يصبح شخصا يقدّم المساعدة. وقد التقى في دوره هذا بزهرة الفاسية، وهي يهودية مغربية كانت واحدة من المطربات الأكثر شهرة في المغرب، بل وغنّت أمام الملك. عندما جاءت إلى إسرائيل، عاشت ألفسيا كفقيرة مقموعة، وتم نسيان أيام مجدها. كتب عنها بيطون قصيدته الأكثر شهرة، والتي تصف غروب ألفسيا منذ أيام مجدها.

"جنودٌ يرسمون الخناجر
يندفعون نحو الجماهير
يُقبِّلون أطراف أناملها
يعبرون لها عن حبهم
يُلقون لها بالريالات"

“يقال إنّها عندما غنّت قاتل الجنود بالسكاكين لشقّ الطريق بجموعهم، للوصول إلى حافات فستانها، لتقبيل أطراف أصابعها… ويمكن اليوم العثور عليها في أشكلون، بالقرب من مكتب الرفاه، رائحة الأغاني في علب السردين على طاولة مهتزّة بثلاثة أرجل”

كان ديوان شعره الأول، “هدية مغربية”، رائدًا والأول من نوعه. لقد شقّ مسارا جديدا في الشعر في إسرائيل، شعر جديد وقديم في آنٍ معًا، شعر الشوق إلى الشرق، والذي من جهة يستمر في تقاليد الأجيال القديمة، ومن جهة أخرى يبكي على خراب منزل الأسرة التي جاءت من المغرب إلى إسرائيل وفقدت أصولها الثقافية. بعد ذلك أصدر بيطون أربعة دواوين شعرية أخرى، والتي واصلت الطريق وحظيت بالكثير من المعجبين، والذين كان بيطون يتحدّث باسمهم.



erez-biton.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى