بانياسيس - أنبياء السعادة - قصيدة

النبي الأول:

ما قدم الشيطان من خير نفيس *** إلا بتزيين السعادة في الكؤوسْ

يطرح النشوة ثم يجمعها معاً *** ثم يقذفها بأوهام الرؤوسْ

فإذا بالكون وضاح السَّنَى *** وبوصل العشق قد زيجت نفوسْ

أي فحيي حضرة الكأس بقربي*** فخبال الخمر في عقلي يجوسْ



النبي الثاني:

أي وحيي الخمر في الكأس الوقور *** طيب القبلات منثور العبيرْ

ففناء العمر محتوم بنا *** وسقيم العقل من نسي القبورْ

كل يوم لن يطِلَ ببقاءه *** وكمثله تأتي ليالينا تزورْ

فاترك البؤس فليس محله *** مجلس الندماء والكأس تدورْ



النبي الثالث:

مجد الخمر وظرف الندماء *** ورفيف العشق في خِبَنِ النساءْ

فإذا الكأس أذاعت سرها *** ضج في الندماء إيقاع الغناءْ

فتباروا في مسرات الهناء *** بعضهم يشدوا وبعض بالمُكاءْ



النبي الرابع:

قدسوا للكأس سراً سرمدياً *** جمعت ثرى الحزن على فرح الثريَّا

إن تحسبوا ميت الطلي ميتاً فذاك توهمٌ *** من مات في رَوْحِ الطلى قد ظلَّ حيَّا

ألم ينقل الندماء فيه تواتراً *** ووحيه بالسفر قد نشروه طيَّا

كلهم رسل السعادة ما ابتغوا *** مجداً به ولا أجراً عِطيَّا

من اهتدى للخمر فهو لنفسه *** ومن تولى كافراً ازداد غيَّا



النبي الخامس:

أاا ألم تر في الكأس أسرار الخلود *** وبهجة السمار في الليل الكؤودْ

قد جمَّع الأشتات في الأقصى البعيد *** ما فرق الدينُ وفلسفة الوجودْ

يتعاقرون على المرارة ما بدا *** شهداً على الكأس الشريدْ

لا شارباً شرب الشراب بشربه *** إن فارق السمار يشربها وحيدْ

فالكأس كأس الكل لا كلٌّ بها *** تسنى.... ولا شحٌ تبيدْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى