أحمد المجاطي - الدار البيضاء.. شعر

لماذا تدور الحروف التي تلفظ اسمك في مهب الريح قبعة
حين أذكر أحباب قلبي
أنثرأسماءهم
واحدا
واحدا
حين أذكر أحباب قلبي
هل أنت سائحة
يستبي الرملُ أحلامك البارسية،

ها أنا أمسك الريح
أنسج من صدإ القيد رايه
ومن صدإ القيد
مقبرة للحروف
ومحبرة للسيوف
وقيثارة للشجن

وأنت، على شِرْعَة الصمت،
ممدودةٌ
بين قيدي وبيني
وبين حدود الوطن

أسامر فيك رياح الأحبهْ
أسامر أمطارهم
في المنافي
وأشلاءءهم في بطون الفيافي

وأنت على شرعة الصمت:
أَغْمَضْتُ عَيْنَيْكِ
قبل الصلاة
وقبل مباشرة الدفن

ثم التقينا على حافة النهر:
وجهك لاَفِتَةٌ في الشوارع
صوتك كان الإشارةَ،

واجهت ثانية مصرعي
كان بيني وبين رُمَاةِ الطّوَارِقِ
صمتُك
حين اكتشفتكِ
خمارة

فاستدار بي الكأس
أبحرت
أبحرت
حتى افتقدتك

كان القطار يفتت وجهي
يرسم في كل شق
هويهْ

تساءلت:
هل أنت عاشقتي
لِمَ لَمْ تزرعيني في رحم الأبديةِ
أو تزرعيني بين الترائب
والصلب

ظلت عيونك شاخصة
كنت حبلى
احتوتني الزنازن
أبصرت أحباب قلبي
أبصرت أحباب قلبي
قتلى

وها أقبل الصيف يطرق بالشمس والدم
أبوابك المقفله

وها أقبل الصيف
فانتعشت في الكهوف الجنائز
والتحمت بالجنائز أنسجةُ
الراية المشتعلهْ

فماذا تقول الخناجر

هل سقط الرأس؟
أم سقطت في الدياجير
أعمدة المقصلهْ..؟

بيوتك ترحل من ذكرياتي
أمد سواد عيوني جسرا
و أنت على الضفة الألف
مبحرة في السعال
وفي عثرات الرجال
و مبحرة
يسقط النهر فيك
و تسقط كل البنادق قتلى
وتدخل كل الدواوين في زمن الصمت
و الدمعة المالحة

فيا أخت غرناطة الجوع
شقي قميصي
امسحيه على جبل الريف
واستخلصي من بقاياي شيئا
سوى الخمر
و الشهوة النابحة

أحمد المجاطي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى