وردة لحميني - رسالتها إليه...

بعد مرور فترة على رحيلها، كتب لها رسالةً أخيرة لعلها توقظ ما غفا في قلبها من ذكريات.. فقررت أن لا تتركه ينتظرها طويلاً و كان نص رسالتها إليه كالتالي: أعرف بأنك أحببتني لأني مختلفة، أعرف بأنك معي وحدي عرفت عدة أوجهٍ للحب و إستمتعت بطعم الأمان ولكن أعرف أيضاً بأنه في سبعٍ جائرة معك أهديتني جروحاً لا تبقِي و لا تذر، فكتبت معاناتي معك في أربع فصولٍ لم أكن أعرفها قبلك.

شعرت بهجير فراقك صيفاً، و على الرغم من حبي للشتاء ، إلا أنك جعلته دائماً حزينا!! كان الجميع يحتفل بسنته الجديدة مع من يحب، أما أنا فكنت أشعل شمعةً لكل جرحٍ تركته غائراً بقلبي، و في كل مرة تتفتح فيها أزهار الربيع كنت أختنق بعبق قسوة طبعك، و عندما يحل الخريف، أبدأ قصصي الحزينة من جديد. و مع كل ذلك عشقتك و تفاصيل حبك الصغيرة حد الثمالة.

أحببتك، و نذرت نفسي راهبةً معتكفة في صومعة رغباتك، و كم كنت معي زاهداً في الكلمات.. صدقت في الهوى عينيك رغماً عن كل الجراح. لكن هلال حبك قد أفل منذ زمن، و لم يعد لدي سوى دموع خيبة و رائحة دمٍ تفوح من ذكراك.
لاحت لي دنيا جديدة في بعدك، جعلتني أدرك بأن محياي و مماتي ليس مقروناً برجواك، و أن لي كبرياء، عزة و شموخ وهبني إياه من سواك، لم يخلقني كي أسعى لفرحك فقط، وأن يكون غاية طموحي هو رضاك..

دقت ساعة الرحيل و عرفت بأني راحلة، و أعاهدك بأني سأمشي دروباً جديدة لم تطأها من قبل خطاك .. و إن سألوك عن وردة يوماً فقل لهم بأني كنت أهواها.. ولم أر في الوجود أجمل من دموعها و محياها، وابتسامتها، حاولت بشدة أن تعود لقلبي لأني مت في أيامي بدونها.. لكنها لم تقو على الغفران و اختارت الرحيل لتنهي ما تبقى لي من ذكراها!..
وتبدأ سنة جديدة،،،..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى