زهير بردى - أيقونة تبكي قرب باب نركال..

ألمس الهواءَ بفمِ التراب. والنوءَ أبصره بضوءِ العتمة, أسال إيماءة مذهولة تهرولُ في إيقونةِ النشوة. الناقوس المبهر في رغوةِ الضجر. عن خفقةِ ماء غافية في أقراط الطينِ ,في قارورة تهذي بطلاسم منقوشة في كفِّ آلهةٍ تتسلّى بالكوابيس. ومخطوطات فردوس تشخرُ في رفِّ متحف تطلعُ من لوحاتِه كلمات معقوفة. تبحثُ عن قوسٍ يطلقها في قزحٍ. لا يستيقظ بسهولة من الفجر. يمضغُ الملحَ وأشياء عالقة في عناقيد غيبٍ. لم يتحدث قبل غيمٍ من الثواني
***
لا سواه هذا الورد شمس. ذاهلا أحضر إليه بصري وجسدي. وأسجدُ الى خيوطِ كلامِه العطر. أكادُ أذكرُ تلك الفكرة ورفاتِها الكلام الراقد في مسودة غامضة. تملأُ العتمة بضوءٍ في غفلةٍ من هذيان قلقي, منذ ثمالة أمس يمدُّ في كأسِ خمرها شفة لا تحسن إلقاءَ القبضِ على غيبٍ يعوي فوق الرصيف. ومجانين يستدرجونَ القططَ الى ملاذٍ أخضر في مغارةٍ تعبثُ بأجراسِ ماضٍ. يقتفي أثرَ مرآةٍ, تعبثُ بامرأة مُرّة. لا تقدر على اللهوِ في دوّامةٍ. يفضي بسرِّها الى فحولةٍ تنبشُ في رماد أخضر مبعثر في إياي
***
أطلقُ قوسَ حلو كعسل. ولا أتحدّث بما حدثَ بدهشةٍ, أسمعُ غيوما فوق البحرِتتكلّم برائحةِ الماء. يفتحُ الهواءُ هيكلاً. تهبط من ضوئه عصافيرُ الفردوس. أمام امرأة أغسل لعنهً تأمّلي المريب في جسدها الكلام. من فرط مزمارٍمكسوربأصابعِ الليل. نجوم بنكهةِ الضوء وناقوسٌ أبيض ينهضُ أخضرَ من حلمٍ كان يحتسيهِ . تحفر شهدها في مرآةِ قميصٍ منقوشٍ كحكاياتٍ متناثرة من تيجانِ الكلمة .ورغبتي تقهقهُ في مواويل ذاكرته. وأنا أجلسُ في سطورِ التعاويذ في فوهتِها الباهتة. أمجّدُ زنابقَ الماء وقيثارةَ الوقت
***
في داخلي ضوءُ الورد. حدقاتٌ تطلق خيوطَ آلهةٍ تتطرّزُ لغتك الموقوتة في ميلاد حنجرةِ الكلام. الماءُ قاموسٌ بطقوسِ الضباب والبخار و يدُ آلهة البحرِ. تغسل ثقوبَ القماش المزيّنِ كالرعشات والرغبات. تتسلّلُ ظامئة وساذجة ربّما الى أفواهٍ منتشية بقيثارةٍ تعزفُ في إيقاعِ خيوطٍ رطبة. تقذف هذيانها الراقص بأكوامِ قشرةٍ رقيقة. من سلاله أفواه مطعونة بضباب برّاق. تقوده ملائكة وحدها تهبط من الابديّة بالحبِّ والهذيان
***
تعبثُ فكرةُ النهار بعطرِ غرفةٍ مضاءة. ستائرُها في حالةِ عري باذخ. ثمّة أجراس لا موعد لها هذه الليله .يأتي هواءٌ رطب بكلامٍ مهمل في فمِ أمرأة تتوهّم انها توأم الجسد الغريب. يقودُ الفراشات الى فوهةٍ مجنونه بالهذيان المبعثر في طوقِ رماد ساخن. يصطادُ العتمةَ البيضاء من فرطِ عتمة يناسبها ملثم في غفلةِ الشواخص العالقة في مضيفِ البخت
***
عكازٌ يتلمّسُ الطريقَ الخالي من الهواء. حين تمرُّ يدٌ من المقبرة. بهواء أصفر تنشغل عابثة ببعثرةِ أمرأةٍ تركها أنكيدو في قارعةِ حياته, في شفتيها إلهٌ من طين عواء الماء قطة تتساقط لا تفهم من العتمة سوى الحب اخترت الظل وصوتي وضوءا مقصوص الجناح ونزلت الى العالم العلوي مهمل عشتار في طبيعتها تحب أن ترقد في سرير التراب لتسمع مزمار تموز الفرصة لم تخذلني حتما وأنا أتم الكائنات الى الهة بلا آلهة تتلكى في فتيت الفردوس وهدر براءته في الرمل المسافة مجرد رماد وعكاز مازال يعوي فارغ الكلام



جريدة المدى ع/ 4336

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى