أحمد المجاطي - سبتة.. شعر

أنا النهر
أمتهن الوصل بين الحنين
وبين الربابه

وبين لهاث الغصون
وسمع السحابه

أنا النهر أسرج همس الثواني
وأركب نسغ الأغاني

وأترك للريح والضيف
صيفي
ومجدول سيفي

وآتي على صهوة الغيم

آتي صهوة الضيم

آتي على كل نقعٍ يثار

وآتيك

أمنح عينيك لون سهادي
وحزن صهيل جوادي
وأمنح عينيك صولة طارق
وأسقط خلف رماد الزمان
وخلف رماد الزوارق

أقول عرفتك:
أنت قرارة كأسي
وقبضة فأسي
وعتب وكفارة وصلاة
وزنزانة يشمخ الصمت في قبضتيها
وتعنو الدواة

أقول عرفتك,
أنت...

ويخذلني العشق
تصرعني قهقهات السكارى

فهل أنت واحدة من نسائي العذارى

أم أنك عينان
غرناطة فيهما طفلةٌ

آه قاتلتي أنتِ
حين أجوسُ شوارعك الخلفَ
حاناً ومبغى

وحين أراك عطوراً مهربة وخموراً وتبغا
وحين أراك على مدخل الثغر
عاشقة غجريه
مضرجةً تحت أحذية الهتكِ
لا حول للفتكة البكر فيكِ
ولا حول للنخوة العربيهْ

وتمتد لثغتك القرطبيه

بيني وبين القبور
وبيني وبين العبور
(إذن سوف تأتي علــى قــدم مــن لجــينِ
ستأتي متى نبتتْ شوكةٌ
بين نفسي وبيني)

وتلقين معطفك الفرو:
(هل همست نسمة
أن تطوان جارية
أن مراكشاً تنفش العهن
أني أحاور أروقة القصر
ألبس لليل زهو الخوان
وقهقهة القهرمان
وأني...
هل همست نسمة؟)

يتدارك عينيك شوق وثكل

تغنين مقرورة:
(آه, حين يفيض الضوء من شقائق النعمان
وتنتشــي تطــوان
أحس نفسي طفلةً خرساء
تكتب للفجر اسمها في جسد الصحراء
أحس نفسي طفلة مسكونةً
تكتب للماء اسمها في جذع ليمونه
حين يفيض الضوء من شقائق النعمان)

وأمضي مع اللحن
حتى أباغت عينيك
أصحو على مذبح النهر
أصحو على مصرع الكبرياء
على غصن قافية من رثاء

وما أيسر الوصل, مهما تناءى
وشط المزار

سآتي على صهوة الغيم..
آتي على صهوة الضيم
آتي
على كل نقع يثار!!

أحمد المجاطي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى