محمد عيد إبراهيم - أصلّي لربٍّ على شكلِ طائر

ظِلّي، جَنبَ زِرّ الضوء،
وإيقاعي بالحياةِ جديدٌ،
بعيداً عن صالةِ الذكرياتِ،
فإني... لا أنامُ.
.
وقد هَلّ، من فوقِ جِسرٍ بعيدٍ،
تنَطّطَ، عندي، على الورقةِ:
طائرٌ يُشبهُ الهُدهدَ، معَ أنهُ
أقرَبُ للحَمام، والفارقُ العُرفُ.
.
ناعمٌ أشقَر، بأطرافٍ تَيّاهةٍ، نيّئةٍ،
ريشُهُ هَشٌّ، وأشعَثُ، فيهِ نَمَش،
كمَن يحجِلُ، قائمتاهُ بطيئتان.
وصوتُ مِنقارهِ كرفيفٍ فوقَ رُكبةٍ.
.
أمامَ عينَيّ، بإيماءِ ــــ أن انتَبِهْ ــــ
هَزّ ذيلَهُ، ينشُرهُ، ثم ارتجفَ:
"تركتُ حِضنَ البريّةِ، لتعالجَني
من دَبِيبِ نَملٍ، بأوصالي..."، وحامَ.
.
تكَفّلتُ أن أُغريهِ، إلى ركنِ آلهتي،
وواتانيَ الخوفُ منهُ، بعدَ هُدأةٍ،
كمَن زارَ مقبرةً، معهُ كلابُ حِراسةٍ،
لكيلا يتخَطّفهُ الموتُ.
.
في الفجرِ، قمتُ أُصلّي، تبلبلتُ؛
ربٌّ، أمامي، على شكلِ طائرٍ، أدعوهُ:
"هذا نبيذي، مِن مَسيلِ دمي، ولا
تُتعِبني، يا روحيَ، اشْرَبهُ، واعطَسْ".
.
طائري، ونظيرُ الهُدهدِ، يتمناهُ
الجميعُ، ومعَ أنهُ سَبَّني، وطارَ،
إلا أن ريشةً منهُ حَطّت على الورقةِ
كالزيتِ، سَطّرتُ: "آخرَ العامِ، ســ
.
تحجّ إلى رُكنِ آلهتي، بوِفادةِ رَحّالٍ،
وتلبَث...، أُغطّيكَ بالتُلّ والثناءِ،
عمودياً أُصلّي، باتّجاهِ عُرفِكَ، و
في فمي رَغوةٌ: أتطولُ بي الحياةُ؟"
.................................
(*) الغلاف، للفنان الكبير: منير الشعراني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى