شعر إيروسي علي بن جبلة ( العكوك ) - هل بالطُلُول لسائلٍ رَدُّ

هل بالطُلُول لسائلٍ رَدُّ = أَو هَلْ لها بتكلُّمٍ عَهْدُ
دَرَسَ الجديد جديدَ مَعْهدها = فكأنَّما هي رَيْطة ٌ جَرْدُ
من طُولِ ما يبكي الغَمام = على عرَصاتِها ويُقَهْقِه الرَّعْدُ
وتلثُّ سارية ٌ وغادية ٌ = ويكر نحسٌ خلفه سعدُ
تْلقى شآمية يمانية لهما = بموْر تُرابها سَرْدُ
فكستْ بواطنها ظواهرها = نَوْراً كأنَّ زهاءَهُ بُرْدُ
يغدو فيسرى نسجه حدبٌ = واهي العُرَى ووئيدِه عقدُ
فوقَفْتُ أسألها وليس بها = وَهْناً إليَّ وقادَهُ بَرْدُ
ومكدَّم في عانَة ٍ خَفرت = حتى يهيّج شأوها الوْردُ
فتبادرتْ دررُ الشؤونِ = على خدّي كما يتناثَرُ العِقْدُ
أو نَضْح عَزْلاء العَسِيب = وقد راح العسيف بمائها يعدو
لهفى على دعدٍ وما خلقتْ = إلا لِطُول بَليّتي دَعْدُ
بيضاء قد لَبسَ الأديمُ بها ءَ = الحسن فهولجلدها جلدُ
ويزين فوديها إذا حسرت = ضافي الغَدائر فاحِمٌ جَعْدُ
فالوجه مِثْل الصُّبْح مُنْبِلجٌ = والشَّعْر مثل الليل مُسْوَّدُ
ضدانِ لما استجمعا حسنا = والضدّ يُظْهِرُ حُسْنه الضِدُّ
وجبينُها صَلْتٌ وحاجِبُها = شَخْتُ المخَطّ أزَجُّ مُمْتَدُّ
وكأنها وسنى إذا نظرتْ = أو مدْنَفٌ لما يُفِقْ بَعْدُ
بفتورِ عين ما بها رمدٌ = وبها تداوى الأعينُ الرمدُ
وتريكِ عرنيناً يزينه = شممٌ وخداً لونه الورد
وتجيل مِسْواك الأراك = على رتِلِ كأنَّ رُضَابه الشُّهْدُ
المعصمان فما يرى لهما = فَعْمٌ تلَتْه مَرافِقٌ دُرْدُ
ولها بنان ٌ لو أردتَ له = عَقداً بكفِّك أمكن العَقْدُ
وكأنَّما سُقِيتْ تَرائِبُها = والنحر ماء الحسنِ إذ تبدو
وبصدرها حقانِ خلتهما = كافورتينِ علاهما ندّ
والبَطْن مطويٌّ كما طُوَيِتْ = بيض الرباطِ يصونها الملدُ
وبخصرها هيفٌ يزينه = فإذا تنوءُ يكاد ينقدُّ
ولهاهَنٌ رابٍ مجَسَّتُه = ضيق المسالك حرة وقد
فكأنه منْ كبرهِ قدحٌ = أكل العيال وكبه العبدُ
فإذا طعنتَ طعنتَ في لبدٍ = وإذا سَلَلْتَ يكاد يَنْسَدُّ
والتفَّ فخذاها وفوقهما = كفلٌ يجاذبُ خصرها نهدُ
فقيامُها مَثْنى إذا نَهَضَتْ = من ثقلة ٍ وقعودها فردُ
والساق خرعبة ٌ منعمة ٌ = عَبِلَتْ فطوْقُ الحِجْل مُنسَدٌّ
والكعب أدرمُ لا يبينُ له = حجْمٌ وليس لرأسه حَدٌّ
وَمَشَتْ على قَدَمَيْن خُصّرتا
ما شانها طولٌ ولا قصرٌ = في خَلْقها فَقَوامُها قَصْدُ
إنْ لم يكن وَصْلٌ لديكِ لنا = يشفى الصبابة َ فليكنْ وعدُ
قد كان أوْرَق وصْلكم زَمَناً = فذوى الوصال وأوراقَ الصدُّ
لله أشواقي إذا نَزَحتْ دارُ = بنا ونأى بكمْ بعد
إنْ تُتْهِمي، فَتَهامة ٌ وَطَني = أو تنجدى إن الهوى نجد
وزعمت أنك تضمرين لنا = وداً فهلا ينفعُ الودّ
وإذا المحبُّ شكا الصدود = ولم يُعْطَف عليه فقَتْله عَمْدُ
تختصّها بالود وهي على ما = لا تحبُّ فهكذا الوجدُ
أو ما تَرى ْ طِمْريَّ بينهما = رجلٌ ألحَّ بهزله ِ الجدُ
فالسيْفُ يقْطَع وهو ذو صَدَأ = والنَّصْل يعْلُو الهامَ لا الغِمْدُ
هل ينفعنَّ السيفَ حليتهُ يومَ = الجلاد، إذا نبا الحَدٌّ
ولقد عَلِمْتِ بأنني رَجُلٌ فى = الصالحات أرواحُ أو أغدوُ
سلم على الأدْنى ومَرْحمة ٌ = وعلى الحوادث هادىء جلدُ
مُتَجلْبِبٌ ثوبَ العَفاف وقد = غفلِ الرقيبُ وأمكن الوردُ
ومجانبٌ فعلَ القبيحِ وقدْ وَصلَ = الحبيبُ، وساعَدَ السَّعْدُ
مَنَع المطامِعَ أنْ تُثِلّمني = أنى لمعولها صفاً صلدُ
فأروحُ حراً منْ مذلتها = والحرُّ ـ حين يُطيعها ـ عَبْدُ
آلْيتُ أمدح مُقرفاً أبَداً = يبقى المديحُ ويذهبُ الرَّفْدُ
هيهاتَ يأبى ذاك لى سلفٌ = خَمَدُوا، ولم يَخْمد لهم مَجْدُ
والجَدُّ كِنْدَة ُ والبَنُونُ هُمُ = فزكا البنونُ وأنجبَ الجدُّ
فَلِئَن قَفَوْت جميلَ فِعْلهمُ = بذميم فِعْلي إنَّني وَغْدُ
أجْمِلْ إذا حاولتَ في طَلَب = فالجدُّ يغنى عنك لا الجدُّ
ليكُنْ لديك لسائلٍ فَرَجٌ = إنْ لم يكُنْ فليَحْسُنِ الرَّدُّ
أوسعتُ جهدَ بشاشة ٍ وقرى = وعلى الكريم لضيْفهِ الجُهْدُ
فتَصرَّم المشْتى ومَنْزلُه = رحبٌ لدى َّ وعيشهُ رغدُ
ثم اغتدى ورِداؤُهُ نَعَمٌ
يا ليتَ شعرى بعدَ ذلكمُ = ومصيرُ كلِّ مُؤَمّل لَحْدُ
أَصريعُ كَلْم أم صريعُ ضنى = ً أودى فليس منَ الردى بدُّ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى