مصطفى غلمان - ميتافيزيقا.. شعر

– للروح أن تكون وديعة
وللحياة أن تكون سردًا للعراء

– أي خمرة لا تسكن الشعر
ليست جديرة بالسكب

– وقتٌ أمرد إلا من دقائق

– تستنبت زمنًا ضائعًا خارج الصمت
الغيمة لا تسكن عزلتها
بل العزلة تنفض غزلها من بعد حزن

– سعادة شقية وشقاوة دنية
يملؤهما الحرف المشؤوم

– أقضي كل اليوم في البحث عن أناي..
ترى لماذا لا أفكر في انتقاء جزئي الغائب لأرتاح من المسافة المعتمة..

– الوطن تراب. التراب مدى للجغرافيا. الجغرافيا قضية حدودية. الحدود دولة قطرية. القطرية نظرية عصبية. القبائل العربية عذاب تاريخي. التاريخ مهدور على عتبات الجهل. الجهل مستلب احتياطي. الاحتياط النفسي للبشرية في نزاع مستمر. ونحن كيف نصمد بعد كل هذا الألم؟!

– كذلك تجزي نفسي ما ملأت
ولا تجزي ما هذبت..

– سأكون إذ لا أحسن الكينونة
أدرك كم هو إدراكي..
وأغبط من سار ولم يفِ بما هو أهل للإدراك..

– يا إلهي أزح عني شك الشك، وشرك الشرك، وغضاب الغواية، وفكر الغرابة، وشح الكرى، ووشي السرى، واندلاق الأنس، وانصرام الأمل..

– يا إلهي؛ لم يقض مضجعي غير ما تخفيه في الما بعد
والما قبل..
وما يتداعى فوق ما أتصور وما لا أتصور..

– أنا الرائي برؤياك أرى
وبما تمنحني من الحدس ليس قرينًا ولا شبيها..

– يا إلهي زدت بك كبرياء
وشكرت بك أقلامي
لا تكتب إلا بك
ولا تصطلي إلا بلقياك..
اصدح بي في جنان خلدك
حيث لا أشتهي ولا أنتهي..
ولا أموت إلا بعشقك..
لا يجزيني الموت إلا شاعرًا أو شاعرا
فالوجه بينهما غرق
والموج فيهما نزق.

– أحسب عومي ترفا
والرمل لا يغري ولا يتأبى الريح

– كل ما ألمسه سراب واحتمال
إما أن يكون عنوان مرحلة
أو فشلاً ذريعا ..

– لا وسط في المصير

إما الظفر بالجمال أو التأسي بالقبح..

– لافتٌ هذا الميتافيزيقي
أذرفه عاطفة ويلقيني في الجحيم..

– أشعر بالرهبة عند تكسير خطط الرتابة. أملأ جرتي بماء اليقين. وأقطع دابر الحسم. في جدل الكينونة أفضل أن أسمع أثرًا سديميًا لحفيف الفراشة. أو صورة لخيال ظل مسافر أشعر كأن بي ضربًا من جنون. أو هذيانًا لميلاد سحيق.



* د. مصطفى غلمان: شاعر وإعلامي من مراكش.

* منقول عن
ميتافيزيقا .. مصطفى غلمان - ك ت ب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى