ثقافة شعبية مبارك نجم: اللحن البحريني مادَّة خصبة للتنويعات الأوركسترالية.. حاوره - جعفر الديري

يواصل الموسيقار البحريني د.مبارك نجم، اشتغاله على إحياء الأغنيات البحرينية التي تعود إلى زمن الماضي الجميل، وذلك عبر إعادة توزيعها وتقديمها في قوالب أوركسترالية محترفة بمشاركة أهم الفرق العالمية.
وقد أصدر د.نجم، ألبومه الأول "ألحان بحرينية أوركسترالية"، ثم تلاه بألبوم "أغاني المرأة البحرينية الشعبية – أعمال أوركسترالية"، وهو مشروع ثقافي، أعاد فيه صياغة تراث الغناء البحريني الخاص، بالنساء بالتعاون مع مكتب صاحبة السمو الملكي قرينة ملك مملكة البحرين، ليبدع أعمالاً أوركسترالية فريدة مستلهمة من هذا التراث العريق.
وفي هذا الحوار -على هامش محاضرته الأخيرة "إتجاهات أوركسترالية للأغاني البحرينية" بأسرة الأدباء والكتاب- كشف الموسيقار البحريني عن قيامه مؤخرا، بإعادة توزيع مجموعة من الألحان الإماراتية، وتقديمها في قوالب أوركسترالية محترفة، تنزل الأسواق قريبا، على غرار ألبومه الأول.
وأكد د.نجم أن المادة اللحنية سواء كانت شعبية أو أغان خاصة، يجد فيها الفنان المتمكن مادة خصبة لعمل كثير من التنويعات الالكسترالية عليها، حيث خاض هو غمار التحدي، فقام بتوليفات أوركسترالية على ألحان قائمة على مقامات عربية وشرقية، رغم صعوبة المهمة، وعدم توافر نظريات وقواعد موسيقية لكيفية التعامل مع هذه المقامات، على عكس المقامات والسلالم الغربية.
وكشف عن جوانب أخرى في تجربته.. فإلى هذا الحوار...
* تبدو فكرة إعادة توزيع الألحان والأغاني الشعبية في قوالب أوركسترالية محترفة، مهمة صعبة.. فماذا في هذه الألحان مِمَّا يغري بالمغامرة؟
- هناك لونين من الفنون شعبي وخاص، والمادة اللحنية سواء كانت شعبية أو أغان خاصة، يجد فيها الفنان المتمكن مادة خصبة لعمل كثير من التنويعات الأوركسترالية عليها، بشرط أن يكون مُلمَّا بتقنيات الجانب الأوركسترالي. والفنانين العالميين عمدوا كثيرا لمواد من الموسيقى الشعبية، بنوا عليها توليفات أوركسترالية جميلة.
عمل احترافي
* لكن.. أليس أمرا شديد الصعوبة القيام بمثل هذه التوليفات على أنغام قائمة أساساً على مقامات عربية وشرقية؟
- طبعا.. وهذه الصعوبة مسؤولة عن عزوف الموسيقيين العرب عن هذا اللون من التأليف، خصوصا وأنه لا توجد نظريات وقواعد موسيقية لكيفية التعامل مع هذه المقامات، بعكس المقامات والسلالم الغربية. غير أني أثبتُّ العكس، ولم أخش هذه المقامات العربية والشرقية، فكانت تجربتي بمثابة دعوة لجميع الموسيقيين. لقد بذلت شخصيا مجهودا كبيرا في هذا المسعى، فهو عمل محترفين وليس هواة. فإن الكتابة للأوركسترا، تتطلب الدقَّة، والاتقان، والوضوح عندما تقدُّم للعازفين، فهي مجموعة أصوات متداخلة، وخطأ بسيط في تأخير عزف آلة مثلا، يتسبب بنقص في العمل.
* فهي إذن التجربة الأولى من نوعها في البحرين والخليج؟
- الواقع أنني لم أصادف مثل هذه التجربة لا في البحرين ولا في أيِّ من دول الخليج العربي. نعم كانت هناك محاولات للكتابة والتوزيع للأوركسترا السيمفوني الكبير، لكن لم يتم تناول الموروث أو الغناء البحريني بهذا الشكل. وأسعدني حقا أن هذه التجربة حظيت بإشادة عدد من الموسيقيين المرموقين، من ذوي الخبرة والعلم، سواء من العرب أو الأجانب. وأذكر هنا أنني قمت مؤخرا بإعادة توزيع مجموعة من الألحان الإماراتية، وتقديمها في قوالب أوركسترالية محترفة، تنزل الأسواق قريبا، على غرار ألبومي الأول "ألحان بحرينية أوركسترالية".
* ماذا عن التجارب المختلفة عن الأوركسترا؟ هل تستوقفك تجربة معينة؟
- يعجبني الفنان خالد الشيخ، على وجه الخصوص. لقد قدَّم تجربة ثرية وذات قيمة، وهو إنسان كبير تجمعني به مودة واحترام متبادلين.
الموسيقى سيدة الفنون
* حدثنا عن معهد البحرين للموسيقى، وهل لمست اهتماما حقيقيا من البحرينيين بتعلم الموسيقى؟
- بداية أتوجه بالشكر للشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثّقافة والآثار، نظير الدعم الذي يحظى به المعهد من قبل الهيئة. أما عن البحرينيين فهم يهوون الموسيقى والفن، لكن تعلم الموسيقى يحتاج اهتماما ومشقة، وتخصيص وقت للتمرين. والحقيقة أن الرغبة في تعلم الموسيقيى هو استعداد فطري لجميع الناس، فالموسيقى سيدة الفنون وأكثرها انتشارا وتداولا وسهولة في الحفظ، وهي معك في كل مكان.
- هل أنت راضٍ عن مستوى الدعم المقدم للفنانين والملحنين على وجه الخصوص؟
- لكي نحقق نهضة شاملة، يلزم أن تعمل جميع العجلات، وأن لا يقتصر الدعم على جهة واحدة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى