أحمد المجاطي - وراء أسوار دمـشق.. شعر

إنك حين تفتح ذراعيك لتستقبل الحياة
تكون قد رسمت من خلفك علامة الصليب

لويس أراغون

وقال البارودي : بعد أن اضطرب زمنا , بين أرض النفي و أرض الميعاد:
"وكما أن دمشق لا تكون , دوما, دمشق البعث و دمشق الثورة , فكذلك البانة, لا تبقى واحدة البان’ فقد تصبح رمحا وقد تصبح عصا, غير أنها ربما أصبحت حية تسعى"

وحين تجَلّتْ
وحين تمازجَتِ الـريــحُ و الخمرُ فيها

و أمْسَتْ ولادةَ حرف
وفرحةَ بدء
وفجرَ قصيده

وأمست دمشقَ العقيده

وحين تـَجَـرََّ دْتَ فيها
فأمسيتَ بحرا
وغيما
ونَـوْءا

و أمسيتَ كُلاَََّ
وجزءا

لماذا توارتْ عن القلب

حتى تفَجّر سِرّ النّواةِ
و أ ُلْقِيتَ في سَرَنْديبَ القَصِيّة

وقيل نَسوك
فما أنت فيهم سؤالٌ
على وتَر من رباب
ولا بيتَ شعر على هامش ٍ
من كتاب

ولا نقشوا اسمك حتى على شاطئ اللاذقية

*****
و تبحث عن غوطت الغرب
في كل ملهى و في كل حانة
و في كل درب تجوع البنادق فيه
و تعرى

وفي كل كأس قرارُتُها

تاجُ كسرى

فيهدأ من برديَ الموجُ و الريحُ تهدأ
حتى الطلول ( الطلل:الرذاذ)

ويعلو مع الصمت صوتٌ يقول :

" دمشقُ على سفح ِ قاسيونَ بانه
و شاهِدُ قبر ٍ جَفَتْهُ المنونُ
دمشقُ تخون"

و يـُبحر بابُ دمشق
وملهى الوليد
وقصرُ هشام
وتُبْحِرُ حتى قبورُ الشام

و أنت على الليل ملقىً
يَغِيم بأمطارك السيفُ والحرفُ
حتى تعودَ الجروحُ دواةً
وتغدو الدواةُ
زجاجةَ خمر ٍ
و يخْرُجُ من كلِّ شيءٍ
سِواه

فسِيّان أن يُثْمِرَ الحقلُ بانا
و أن يثمر الحقل خنجرَ غدر ٍ
و منفاك منفىً سحيقْ
ولكنه ملكوت
وإنك حيّ
و أنت تموت

***
وقيل عَلا النقعُ و الطعنُ
حتى كبا بـِعُرابي الجوادُ

و قيل تَفَشّغَ في سَرَنْدِيب الجرادُ (تفشغ:استشرى)

و جفّ بها الزرعُ
و الضرع ُ
و الخمرةُ البابليه

و لم يبقَ إلاّكَ

للخيل و الليل
و الكِلمة المستحيلة

و لم يبق إلاكَ
يبعثُ من قبة الموت فيها
دمشقَ القتيله
و أنت على كل ضربة فأس ٍ
صليبٌ
وكفٌّ مُجوّفةٌ و مدادُ
فمن يكتب اليومَ
حتى على قبضةٍ من دخّان :

دمشقُ على متن ِ ظبيةِ بان
تعود إلى شاطئ الأطلسيِّ
تمد ظفائرَها
تتجدد
تغدو ولادةَ حرفٍ
وفرحةَ بدء
وفجرَ حقيقه
تشقُّ بأصابعها قبةَ الموتِ
ترجع معشوقةً
و عشيقهْ

أحمد المجاطي
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى