جعفر الديري - راكان بـن حثلين والفارس الأسود

الشيخ راكان بن فلاح آل حثلين أمير وشاعر وفارس قبيلة العجمان، من أشهر فرسان البادية. ولد في 1814، وتوفي العام 1892 عن عمر يناهز حوالي 80 عاماً. تولى زعامة قبيلته وهو في السادسة والأربعين، لخمسة وثلاثين عاماً.
يذكر المؤلف وهبة صلاح أحمد في كتابه (فرسان الصحراء) أنه عندما قتل فلاح بن حثلين (والد راكان) العام 1845، خلفه أخوه الشيخ حزام بن حثلين (عم راكان بن فلاح بن حثلين). وبعد أن أمضى الشيخ حزام بن حثلين حوالي 15 عاماً زعيماً لقبيلة العجمان، تنازل عن زعامته لابن أخيه الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين، العام 1859، بسبب كبر سنه.
للشيخ راكان، قصة عظيمة تدل على مبلغ فروسيته، حينما أسره الأتراك وخلص نفسه بفروسيته، فبارز وهو البدوي نحيل القامة هزيل الجسم أشهر الفرسان وصرعه، في قصة مشهورة.
وبحسب شبكة قبيلة العجمان؛ إنه عندما كان الشيخ راكان بن حثلين في سجن الأتراك قامت حرب طاحنة بين الأتراك ودولة الأساقفة وهي دولة المسقوف من العجم. وكان الشيخ راكان بن حثلين يشاهد المعارك بين الطرفين في كل يوم، وأثناء ذلك طلب الشيخ راكان بن حثلين من السجان أثناء مشاهدته لما يجري أن يرسل إلى الباشا التركي ليطلب أن يطلق سراحه للمبارزة مع الفارس الأسود، فأذن له، فأخذ فرساً قوية ودربها على طريقته الخاصة حتى إنه أخذ يدربها على القفز فوق الحفر الكبيرة والصغيرة فأكمل تدريبها وتأديبها بعدة أيام، وبعد ذلك لبس عدة الحرب وصال وجال وبرز في الميدان في مقدمة الجيش التركي فلما وصل إلى ميدان الحرب برز الفارس الأسود كعادته بعد أن قفز بحصانه الحفرة الكبيرة التي تفصل بين الأتراك والأساقفة ، وبعد ذلك برز له الشيخ راكان بن حثلين على فرسه التي دربها وبدأ النزال بنيهما في ساحة المعركة، واستغرب الفارس الأسود ذلك الخيال الذي لم يره في صفوف الأتراك سابقاً، فدارت بينهم المعركة ولمس فيه فنون القتال وعرف حركته وذكاءه وشجاعته، وحين أيقن الفارس الأسود أنه لن يستطيع الفوز على هذا الخيال، لاذ بالفرار من أمام الشيخ راكان بن حثلين وتوجه إلى الحفرة الكبيرة ليعود إلى الطرف الآخر معتقداً أن الفارس المجهول لن يستطيع أن يلحق به، ولكن عندما تجاوز الفارس الأسود الحفرة قفز خلفه الشيخ راكان بفرسه وإذا هو بجانبه فاختطفه من على سرج حصانه ورفعه على حارك فرسه وقفز به الحفرة عائداً، ودقت طبول الأتراك وتهللت بالنصر وهزمت جيش الدولة المسقوفية شر هزيمة بعد أن دب في الأتراك الحماس بهزيمة الفارس الأسود، ويعود الفضل بالنصر للشيخ راكان بن حثلين.
وبعد ذلك ذهب الشيخ راكان وسلم الأسير إلى الوالي التركي، ثم قال له الوالي: أنت فعلت فعلاً لم يفعله أحد سواك وانتصرنا بفضل الله وبفضلك وإنما الإحسان يجزى بالإحسان فاطلب ما شئت فإننا سوف نعطيك ما تطلب، فقال له الشيخ راكان: إذا لبيت لي طلبي فإنني أطلب منك الدهناء والصمان وقبيلتي العجمان، فاستدعى الوالي الذين لهم خبرة في المناطق وهو يعقتد أن الدهناء والصمان من عواصم الديار، فاخبروه بأن الدهناء أرض رملية كثيرة الأشجار وهي مرعى لمواشي البادية والصمان أرض صخرية مرتع للمواشي في وقت الربيع، ولما عرف ذلك، قال له: أعطيناك ما طلبت مع ما سنعطيك من الهدايا والأموال، فأطلقوا سراحه وعادوا به عن طريق البحر حتى الجزيرة العربية ثم اشترى له ذلولاً (جمل) ووضع عليها عتاده وتوجه إلى أهله قبيلة العجمان.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى