ٱكثيري بوجمعة - امتدادات ورشات للتغيير.. الورشة (1)

عنوانها: ورشة استكشافية في الحرف الطينية
شعارها: الفخار وامتدادات الذاكرة المغربية
مكانها: محترف جمعية الفخاري للتنمية بمدينة أولاد تايمة- المملكة المغربية.
منظميها: جمعية امتدادات السوسيو-ثقافية والفنون البصرية بتنسيق مع جمعية الفخاري للتنمية
مؤطريها: "لمعلم" نورالدين الفخاري، إلياس الديوان، حسن منانا، محمد صدقي، بوجمعة أكثيري.

1. الأفكار المستقبلية، تموت إن لم تخضع للتطبيق
كثيرة هي الأفكار التي تشغلنا، وتزدحم في أذهاننا لأنها تريد الخروج إلى العلن، ليس لأنها تحمل في جيناتها البنيوية الصحة والسلامة الكفيلة بالاستمرار؛ ولكن لأنها تريد أن تكافح للنجاح، وهذا حق يكفله لها المنطق الحياتي؛ غير أن هذا يصطدم بالآليات والكيفيات الكفيلة بالتطبيق، حتى لا تبقى مجرد هلوسات كلامية في رفوف أذهاننا. لذلك سعينا، من خلال هذه الورشة على أن نعود إلى منطق الترتيب، ترتيب أولوياتنا باعتماد الفرز، فيما قد يكون بداية ورشاتنا الأولى لجمعية امتدادات. فكان أن استقر الأمر على ورشة (1) في الحرف الخزفية بمدينة أولاد تايمة المركز المدني لقبائل هوارة الممتدة عبر أرجاء سهول سوس المغربي؛ بحكم أنها حرفة ضاربة في القدم حسب ما تؤكده المرجعيات التاريخية، والتي لا يسع هنا المقام للخوض في تفاصيلها وأبعادها الابستمولوجيا أنظر كتاب الفرنسي كتاب الفرنسي "Paul Berthier":
"Les anciennes sucreries de Maroc et leurs réseaux hydrauliques". هذا الى جانب كونها حرفة لا يتم الالتفات إليها كثيرا، خصوصا وأن ورشاتها تقع على هامش المدينة. إضافة إلى غياب المعلومة التاريخية والجغرافية والجمالية والفنية لدى شباب المدينة؛ الأمر الذي يضعها طي النسيان بالرغم من كون منتجات هذه الحرفة تؤثث فضاءات الكثير من المنازل بمدينة أولاد تايمة، وباقي المدن المجاورة.
الورشة بهذا المعنى المفكر فيه، هي ورشة اعتراف بالذاكرة المغربية من خلال هذه الحرف الطينية. وأيضا ورشة عمل تأسيسي على اكساب المتكونين الشباب والشيب جملة من المعارف والمعلومات حول ثقافتهم المادية المغربية بمدينة أولاد تايمة (هوارة)، وربطهم بتاريخهم الممتد عبر الزمن انطلاقا من الحرف الطينية ومشغولاتها التي لازالت تحمل في طياتها ارتباط الانسان المغربي بأرضه ومجاله.
امتدادات ورشات للتغيير (1)، كسر لجدار صمت اللامعرفة الذي يسكن الأذهان بالمنطقة حول هذه المواريث الثقافية المادية؛ وذلك بفتح أوراش جديدة انطلاقا من هذا الارث الانساني الممتد أمام العموم، وتشجيع باقي جمعيات المجتمع المدني وباقي المؤسسات الحكومية وغير الحكومية محليا بضرورة، ايلاء عناية خاصة بهذه المنتجات الحرفية، خصوصا وأنها تشغل عددا لا بأس به من الحرفيين. دورنا في الورشة (1)، ازالة غبش اللاوضوح واللافهم، وكسر مخاوف اقتحام عالم الحرفيين، باعتماد استراتيجية الاستكشاف بداعي التعريف والمعرفة.

2. التغيير الايجابي البناء لا يأتي بالتمني
وأنت وراء شاشتك التي ترى منها العالم الذي تريده، لا تنسى أن العالم الواقعي من حولك يتغير، ولا تنسى أن الشيب بدأ يكسو فروة رأسك، وآنت تنتظر في مكانك معتقدا بأن أحلامك التي صنعتها فيك الشاشات الزرقاء والوردية...وغيرها، ستزدهر بعيدا عن الفعل والاستعداد لهذا الفعل. التغيير لا يأتي بتأييدك لي من شاشتك بالضغط على "Like"، فهذا لن يُساعدك ولن يُساعدني، ولن يدفع بإنسانيتك إلى الأمام، لأن الأمام في حاجة إلى طاقات بشرية قادرة على الفعل، لا على الحلم بدون فعل.
وما امتدادات ورشات للتغيير(1)، إلا سيرا في هذا عملة موحدة بوجهين الحلم المنطقي والفعل المفكر فيه من خلال ورشتها الأولى، التي أبانت عن تفاصيل وحيثيات مثيرة ومثمرة لدى المتكونين ومؤطريهم، وتمثلت في التفاعل الكبير التي شهدته الورشة الاستكشافية المعرفية في محترف الفخار؛ الذي تعود ملكيته لأسرة نور الدين الفخاري. هذا إلى جانب كثرة المعلومات التي خلقت الكثير من الانتباه لدى المتكونين، بالنظر إلى غزارة التفاصيل ودقتها. التعرف على الآليات والكفيات من المراحل الأولى للصنع، الى مرحلة الانتاج والتسويق. الاطلاع عن قرب عن الحرفي وعوالمه النفسية والاجتماعية، سواء فيما يتعلق بمشاكله في حرفة الفخار، أو فيما يتعلق بطموحاته المستقبلية.
لذلك نعود ونأكد بما أن مقام الحديث، يتحدث عن التغيير الايجابي بعيدا عن هلوسات التمني، بعيدا عن الفعل الانساني المثمر، أن لا فقر إلا فقر العقول، وأن الأوطان لا تمضي إلى التقدم، من تلقاء نفسها، بل الانسان من يعمل على تقدمها أو تقهقرها، فنحن من نؤثث أوطاننا بتاج التقدم، وليست هي من تؤثثنا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى