عبد القادر وساط - من أحلام الكاتب الأمريكي آرثر ميلر Arthur Miller

رأى الكاتب الأمريكي آرثر ميلر، فيما يرى النائم، أنه يركب سيارة أجرة في بروكلاين.
كانت السيارة تمضي عبر شارع شديد الازدحام.
كان آرثر ميلر يمسك في يده اليسرى قارورة صغيرة، تحتوي على سبعة ميلمترات مكعبة من دموع مارلين مونرو.
كان السائق الباكستاني متوجسا من شيء ما. وكان يلتفت يمنة ويسرة.
ولما رنّ هاتف الكاتب الأمريكي، التفت إليه السائق وقال له بلهجة آمرة:
- لا تجب، إياك أن تجيب!
بعد لحظات التفت إليه من جديد وسأله قائلا:
- هل تتلقى دائما مكالمات هاتفية من الأموات؟
أجابه آرثر ميلر بهدوء:
- يتصل بي أشخاص كثيرون، كل يوم، وأنا لا أعرف هل هم أحياء أم أموات!
نظر إليه السائق غاضبا وقال:
- بل تعرف... وأنا أعرف أنك تعرف...
بقيا بين أخذ ورد. السائق الباكستاني الشاب يقول له إنه يميز جيدا بين أصوات الموتى وأصوات الأحياء في الهاتف. والكاتب الأمريكي المسنّ يكرر له أن ذلك مستحيل. ولما استبد بالسائق الغضب ترك مقعده ثم استدار وارتمى على زبونه بشراسة بالغة، وعندئذ زاغت بهما السيارة ثم اصطدمتْ بعمود الكهرباء، فانقذفا معا إلى الخارج. لم يصب أي منهما بأذى، لكن القارورة التي كان يمسكها آرثر ميلر بيده اليسرى كانت قد سقطت أرضا وتهشمت، وسالت دموع مارلين مونرو على الرصيف!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى