سمير المنزلاوى - النافخ والمنفوخ

أمسك الشيطان بقطعة قماش مبللة ، ومسح من ذهنها أن بشائر الباذنجان ظهرت .

وهكذا نسيت زوجة بسيونى ، أن تقيد يدي ورجلي زوجها إلى قوائم السرير!

من ثم سيتسلل كالهر ، ليضرم اللهب في كل ما تصل إليه يداه !

قال الطبيب انه يكون تحت تأثير آلاف الإبر التي تخزه داخل وخارج جسده .

أما العلاقة بين النار والباذنجان ، فتكمن في اسمه ذي الأصل الفارسي ( بيض الجان ) !

مر موسمان بلا حوادث . كانت تتجاهل بصرامة صرخاته ليقوم إلى الحمام . وتتحمل أنينه و رائحة صنانه ، والصعود بالفراش إلى السطح !

وجد نفسه الليلة طليقا في ظروف عجيبة .

الزوجة في سابع نومه !

الليل في عنفوانه ، والإبر تمزق جسده من الداخل والخارج .

كمتدرب على التعلق ، وجد نفسه على سطح جيرانه . أصوات مبهمة تهب عليه ، فتهتاج أعصابه.

البيوت كتلة كبيرة من السخط , بقفزات سريعة ابتعد .

لن يسترخى ويتمطى وينام بعمق ، حتى ترتفع أعمدة الدخان بروائح الأشياء والصرخات واللحم البشرى.

سيلعق لسان النار النوافذ وبئر السلم ، يعجبه الطعم ، فيلتهم أمتعة البيت ، وربما سكانه !

أراد أن يبدأ ، لكن يده تصلبت . نسى أنه اختار بيت جابر ، وتربع فوقه . السحب الخفيفة تركض وتلتفت نحوه.

سيكون الأمر مكررا وباردا ، كتناول الطعام ، والذهاب إلى الحقل ، والنوم مع زوجته!

ثم تعود للقيد السميك كالدابة ، وتبول على الفراش ، وتنتظر اختفاء الباذنجان !

تجرى أمامه الأشياء الكثيرة التي أحرقها . لا تثير فيه أي نشوة .

لم يعد يذكر لماذا اختار بيت جابر !

الليل كالحصان الجامح ، لن تعود الفرصة أبدا .

امتدت يده دون أن يمدها ، فأشعلت النار في ملابسه .

استمتع بالدفء رغم حرارة الصيف ! نظر إلى البلدة وتشمم رائحة المحاصيل في الحقول ، و ابتسم .

كشعلة متقدة ، ظل يرقص على موجة عالية من اللذة، حتى صرخ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى