حسن فتح الباب - الشجرة والغمامة.. شعر

(1) الشجرة

دخلت في موتي الصغير أبصرتني شجره
مدت إلي كفها .. ضفيرة من غصنها
ألفيتها نافذتي المحاصره
مدت إلي - كي ألبي - ثمره
وجدتها بعض دمى مجمدا
وحينما أفقت من موتى الصغير
مجهدا مقيدا
تقاطرت على يدي من الندى
دموع زهرة
وحيدة في غابة مشتجره
وناح في قلبي غناء قبره
باح بسري فرأيت الشجره
قد عانقتني فارتدتني فجأة
صرنا حفافي جدول
بينهما سر خفي
سرنا معا .. عدنا معا
إلى طريقنا القصي
وفجأة وجدتنا
نهرا من السماء
يفيض عطرا عنبريا
من دماء الشهداء ..

(2)
أسلمت نفسي للنوارس المهاجره
على جناحي طفلة يمامة معطره
بجرحها تمد لي ورده
وخصلة من البهاء والضنى
تجوز بي مرافئ السؤال .. لا سؤال
مفاوز الجواب .. لا جواب
تتركني على مجاهل المدى
غمامة زرقاء
في عالم المجون والجنون والمنون
عالمنا الرجيم
عالمنا الرحيم بالطغيان!!
والمجد للقرصان!!

[SIZE=3]حسن فتح الباب مجلة العربي اكتوبر 1996[/SIZE]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى