بدر توفيق - دينا.. شعر

دينا التي لاعبتها وهي طفلة،
ما زال ماثلا لدي صوتها الملعثم،
وحرفها المنمنم،
ونقشها المعقود،
تميمة للزمن الموعود،
ترد للقلب سراجه المفقود
من غربتي أعود
للوطن المنشود،
سلبتني الحرب عزائي
سلبتني أبنائي
فهل تعاودين يا دينا الغناء
في شجن الأشلاء
وعبث البحث عن الجمال والولاء ؟
أم ترفعين صوتك السجين بالبكاء
لعل نور الحزن والدعاء
يصعد من وشائج الموتى إلى الأحياء ؟
ابتسمي.. أو اصرخي..
لشد ما يرعبني الجمود والخواء
فهذه النافذة الخاوية الزرقاء
مغلقة خرساء
كأنها جناحك الذي طواه الموت
فاستلب الكلمة من بين الشفاه
وفرض الصمت !
إني أرى البحر غضوبا، والرياح قاتلة،
والسمك الصغير مذعورا من الزلزلة.
عيناك صارتا مع الليل اليباب
كوكبين جامدين مظلمين،
على السفوح الكالحة،
اقترنا بالسكن الأليف بين الأضرحة
فواصلي البكاء، واصلي البكاء،
واحكمي الرباط في عباءة العذرية السوداء،
لأن "أحمد" الحبيب،
كالوردة التي تموت،
سوف يموت للأبد،
ولن يعود آخر النهار،
كما وعد ! !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى