فوزية العلوي - بيان رقم 2.. شعر

جنات حارسة السكة
تبيع حثالة الملابس المستعملة
وتتصدق على القادمين من هناك
بمعاطف الفرو القادمة من روما
تنقي 'الحارًة" و "البرطم"
تحت أشعة شمس الليالي السود
وتقبل اي ثمن لكنزاتها الصوفية البالية
وقبعاتها الغريبة الآتية من بلاد الغال
يفرح الناس هناك بالملابس الجديدة
ويتبارى الناس هنا في البحث
عن الماركات العالمية
نفناف .كريستيان ديور.تزارا .ايف سان لوران
قمصان لمخمورين بادوا في الشقق الباردة
وسيدات ثريات قضين
في دور العجزة والمصحات النفسية
جنات لا تفقه شيئاً من إقتصاد السوق
ولا تعرف اصلا ماذا يعني الغرب
كل ما يعنيها أن تكون هناك
هذه الاكوام من الألبسة الرثة
كي تبيع مزيدا ولا تدخل في جدال مع القرش
الذي اسمه المكاس
كي تشتري الخضر وزيت الحاكم
وترسل الدخان والقفة لابنها المحبوس
على بعد أمتار من السكة
في السجن الذي يتوسط سرة مدينة الثورة
جنات الجميلة بعينيها الملونتين
وبشرتها الوردية لم تسمع في حياتها غزلا
ولم تسعد بتودد من أحد
كل ما يعنيها أن لا تنزل الأمطار بغزارة
كي تبيع مزيدا من معاطف الفرو
وقبعات بلاد الغال الغربية
كي لايكشر المكاس المستكرش في وجهها
وكي تعرف كي تبعث سجائر عشرين مارس
لابنها المحبوس في قلب المدينة
على بعد نبضات من قلبها الحزين
فوزية العلوي
هذا الصباح الجليدي

32

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى