أدب السجون على حزين - الزيارة.. قصة قصيرة

أنا الآن في السجن .. إذن أنا مسجون .. أقضي فترة عقوبة , لجريمة جاءت بالخطأ .. وفي السجن يجب أن تحيا لتعيش .. ولتستمر الحياة ...
فقط الشيء الوحيد الذي يسرِّي عني هنا .. إني سأخرج بعد ثلثي المدة .. هكذا القانون في بلادي .. يكون العفو مع حسن السير والسلوك, في الجريمة الأولى .. وأنا محكوم علي بعامين مع الرأفة .. القاضي تعامل معي بالرأفة .. راعى ظروفي، عامان مع الشغل والنفاذ..
" ورحت أتأقلم علي المكان, وأتآلف مع المساجين .. وطبعاً كونت بعض الصدقات داخل العنبر , فأنا ليس لدي خيار غير ذلك .."....
الأيام داخل السجن تشبه بعضها .. كل يوم يمر يشبه اليوم الذي يليه .. والكل يدور في حلقة مفرغة .. دائرة لا تتوقف .. وهكذا دواليك .. ما نستيقظ فيه ننام فيه .. وما نفعله اليوم نفعله غداً .. وما سيحدث غداً حدث بالأمس .. فالزمن داخل السجن شبه متوقف..والحياة رتيبة , ومملة , لا جديد هنا إلا الحديث عن فلان الذي دخل التأديب ، وفلان الذي خرج إلي المحكمة , وفلان الذي باقي له أيام وسيخرج بالسلامة .. وفلان الذي جاءته زيارة اليوم .. وفلان .. وفلان ...
وتمر الأيام بطيئة , قاسية .. صعبة داخل هذا السجن القميء .. وكان لزاماً عليَّ أن أتأقلم مع الوضع الجديد.. فأنا ليس لدي رفاهية الاختيار.. ولابد للحياة أن تسير. فالحياة لا تتوقف عند أحد مهما كان .. كما أن الأرض لن تتوقف عن الدوران .. والشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد أو حياته , أو لسجنه.. والليل والنهار مازالا يتعاقبان .. شيء واحد هنا يجب عليَّ أن أفعله .. أن أحيا بأي وضع .. وتأقلم..
ففي السجن أما أن تحيا , وإما أن تموت.. وأنا اخترت الحياة.. مهما كانت الظروف وعلي أي وضع كان....
" يجب أن لا أتوقف عن الحلم , والأمل في الخروج .. حيث العالم الرحب الفسيح .. وحيث الحرية خلف هذه الأسوار العالية .. حلم الحرية , والأمل في الخروج من السجن هما غاية كل سجين .. ومبتغاه.. إذاً يجب أن أحيا .."
وبدأت أتأقلم على الحياة داخل السجن , وأتكيف على الوضع الجديد .. وبدأت أتعود على المكان شيئا فشيئا .. العنبر.. الزنزانة الضيقة .. الروائح الكريهة .. المختلطة الحاضرة في المكان بقوة .. والتي لا تستطيع أن تميز مصدرها , رفقاء الزنزانة .. الأشغال .. وأسوار السجن العالية التي تحجب الهواء , والشمس, والنور..
وصوت الخدمات وهم يزعقون بالليل لإعطاء التمام .. عساكر الدور .. وصولات السجن .. الحمامات , المساجين .. جدران السجن المتآكلة من أثر عوامل التعرية .. دورات المياه العفنة التي لا تطاق .. شدة الحر في الصيف ..البرد القارص والصقيع في الشتاء .. المناظر الغريبة , غير الطبيعية , والتي تحدث بين الفينة والفينة , على مرأى ومسمع من الجميع , دون إنكار من أحد , والأسلاك الشائكة المكهربة والسلم الحديدي..
" في أحد المرات أمطرت السماء .. فكدنا نتكهرب لولا ستر الله .. وفصل التيار الكهربائي .. وبتنا ليلتها علي الظلام .. وضوء القمر.."
وشدة الزحام .. والمشاجرات التي لا تكاد تنفض حتى تشتبك مرة أخرى .. وعلى الألفاظ الوقحة البذيئة .. وعلى أشياء أخرى كثيرة , لا يمكن إن أصرح بها , وإلا قطع لساني , وحلقومي ..لأنها تخدش الحياء العام....
وبدأت أعتاد علي المكان .. وأتعايش معه شيئا فشيئا .. وأنسى الخارج ولو لبعض الوقت .. فالكلام عن الحياة خارج الأسوار شبه محظور .. خاصة مع أصحاب الأحكام الثقيلة..
ــ يا عم سيبها لله ... يا عم قول يا رب
هذا هو صوت حسن كلبه .. لا يزال يتردد صداه في أروقة العنبر .. هكذا هو يستيقظ كل يوم يدور في ممرات العنبر الكبير.. وردهات السجن بأدواره الأربعة .. وهو يردد هذه الكلمات .. التي يكاد السجن كله يحفظها عن ظهر قلب ...
ــ يا عم سيبها لله ... يا عم قول يا رب
أصبح طقس يومي .. من ضمن الطقوس اليومية في السجن .. وأصبحت أنتظر صوته كل صباح .. قبل أن يخرج إلي عمله بالأشغال في المطبخ .. كما أنتظر صوت " الباش شويش "السجان .. وهو يصبح علي " الحرامية " الحلوين.. قبل أن يفتح لنا الزنازين .. فهذه هي كلمة السر " السيم " المتفق عليه بينهما .. بأن كل شيء تمام .. وأن ليس هناك داخل هذا السجن العمومي , ما يعكر صفو هذا اليوم الجديد داخل العنبر...
ــ " صباح الخير يا حرامية يا حلوين ..
فما أن يتسمع المساجين صوت الباش شويش السجان .. من بعيد حتى ترتفع الجلبة من داخل الزنازين .. ويتهيأ الجميع للخروج .. إما إلي الحمامات .. وإما للتريض .. أو المزرعة .. أو إلي الحوش للنظافة .. أو للمطبخ .. أو للفرن .. أو في الورش .. أو... أو... أو.....
ــ يا عم سيبها لله ... يا عم قول يا رب
السجن عالم أخر مصغر .. لا يختلف شيئا كثيرا , عن العالم الكبير الذي هو في الخارج خلف هذه الأسوار.. شيء وحيد يشبه العالم الخارجي .. ألا وهو أنَّا أحياء , فقط .. ولكن شتان بين حياة وحياة .. الحياة في الخارج لا تختلف كثيرا طبعاً .. عن الحياة داخل السجن .. إلا أن في السجن الحياة يجب أن تستمر.. ويجب أن تتأقلم .. مهما كانت الظروف .. وعلي أي وضع كان .. يجب أن تعيش , مهما كانت الحياة صعبة , وقاسية .. ومهما كانت الظروف صعبة .. إلا أن الحياة هنا , يجب أن لا تتوقف عن الحركة...
" لا تستسلم لليأس .. كن قوياً , شجاعاً .. واجه الصعب .. ولا تتوقف عن الحلم والأمل .. ولا تقل لا استطيع .. بل حاول ولا تيأس .. فاليأس موت , ولا يأس مع الحياة .. والأمل حياة .. هذا هو مبدئي دائما .. وهكذا علمتني الحياة.."
ــ يا عم سيبها لله ... يا عم قول يا رب
ها هو عم حسين يستيقظ من نومه .. ليردد خلفه كعادته .. ثم يتهكم عليه ويسخر منه .. وهو يُشعل سيجارته على الريق . بعدما يكون قد اعتدل في جلسته على فََََََرْشته " النمرة " وفرك عينه بيديه..
ـــ أومال هنسيبها عليك أنت يا ابن الكــ ... هههههه.
وصوت " الباش شاويش " السجان يقترب من الزنازين .. يفتحها تباعاً يبدأ من اليمين .. ومن الزنزانة التي بجوار السلم الحديدي .. ولا يخلو الأمر في أحد المرات أن يخالف هذا النظام المتبع .. لأمر ما.. أو لشيءٍ في نفسه..؟..
يندفع المساجين من داخل الزنازين .. تعلو الأصوات , ينغي السجن , ويشغي.. ويمتلئ العنبر بالحركة , والصياح .. والهرج .. والمرج..
أمسكت بركوة الصفيح , وبها الماء الساخن , لأذهب بها إلي الحمام .. فور انفتاح الباب .. بعدما شربت كوبا من الشاي .. حتى أتمكن من نداء الطبيعة .. فتلك هي من ضمن طقوسي الصباحية .. وأحد عاداتي الذميمة , التي لا تنفك عني بحال , ولا انفك عنها .. وهذا هو ديدني كل صباح .. ولا أدري لماذا .. ربما لأن الطبيب قال لي ذات مرة .. بعد عملية جراحية أجريت لي..
ـــ أتشطف بالماء الساخن أفضل لك ..؟!! ..
فقانون الحياة .. يحتم عليك ألا تستسلم كي لا تموت ــ مجبر أخاك لا بطل ــ
الآن أسمع دوران المفتاح في قُفل الزنزانة .. هذا الصوت له رنين .. ووقعٍ على النفس رهيب .. يتأهب الجميع للنهوض .. وللخروج .. وما أن ينفتح الباب حتى يتدافع المساجين نحو الحمامات اندفاعا .. كتدافع الفيلة الاستوائية , بعد عطش شديد إلي الماء .. أخرج معهم , أقف في أحد الطوابير التي تصطف أمام الحمامات.. ــ كالعادة ــ والمليئة بالمياه الطافحة, والروائح الكريهة التي تعودت أنفي عليها .. أنتظر دوري في وسط الطابور...
" كنت قبل ذلك لا أستطيع الانتظار .. أو تحمل تلك الرائحة الكريهة .. فكنت كلما جئت إلي الحمامات نفْسي تشمئز , وتعافها , ولا أطيق المنظر , و تنقلب معدتي.. فأكاد ــ أتقيأ ــ وأُخرج كل ما في جوفي .. كلما اشتممتها.. لكن اليوم أصبح الأمر عادىا .. مثل كل شيء أصبح عندي عاديا .. ففي السجن أشياء كثيرة لابد أن تتعود عليها . ولابد أن تقبلها , ولابد أيضاً أن تحيا لتعيش, وتواصل الحياة "....
ــ محكمة .. جلسات.. يالله اللي عنده جلسة .. بسرعة يحضَّر نفسه بسرعة ..
اللي يسمع اسمه يحضر بسرعة .. عشان نلحق نروح , ونجئ بدري .. ..
هذا هو صوت الشويش " فرج " بيده كشف بأسماء المساجين الخارجين اليوم إلي المحكمة.. وهو ينادي على الخارجين إلي المحكمة كي يستعدوا ....
الأصوات تعلو , تتداخل , وتشتد .. يبدو أن معركة هناك.. شجار بسبب من له حق الأولوية في دخول الحمام ــ كالعادة ــ ههههههه .. وكالعادة أنا أيضا أقوم بالصلح .. والتوافق بين الجميع .. وذلك علي حساب نفسي .. وعندما يأتي دوري في الدخول .. كان علي أن أكون حذراً جداً جداً, أمشي كالبهلوان على قوالب الطوب المزروعة في الماء .. والموضوعة على الأرض باحتراف .. أمشي بحيطة اعتدت عليها .. حتى لا أسبح في لجَّة المياه ذات الفضلات العائمة
ــ هذا دوري..
ــ ......
أدخل بحذر وبيدي ركوة الماء الساخن .. أتفادى القاذورات الطافحة بحذر .. أجلس بحذر .. ثواني معدودة .. أسمع من يطرق باب الحمام بقوة وعنف ليستحثني علي الانتهاء .. والإسراع لأنه لا يستطيع أن ينتظر أكثر من هذا .. ولا يطيق الصبر..؟! أجيبه من الداخل....
ــ حاضر .. انتظر قليلا .. حاضر .
عليّ أن أسرع في قضاء حاجتي .. في بضع دقائق , حتى يتمكن غيري من دخول الحمام .. ليقضي هو أيضاً حاجته مثلي .. أخرج من الحمام .. وبيدي ركوة الماء الساخن .. أنتظر دوري في الطابور الأخر , على حوض التشطيف .. حتى أغسل وجهي بعد ذلك , وأتوضأ .. كالعادة أيضا , ككل صباح .. إن صبح..
في هذا الصباح تحديداً .. يجب على أن أسرع في كل شيء .. في قضاء حاجتي .. وفي حلاقة ذقني .. وغسل ثيابي.. ومواعيني .. وارتداء السترة النظيفة , الزرقاء فاليوم يوم الزيارة .. اليوم سأرى أبي , وأمي , وابنة أخي الصغيرة " قمر"..
" لقد اشتقت إليهم كثيراً .. فأنا من فترة طويلة لم أرهم .. شهراً كاملاً لم أجلس معهم ولم أرتم في حضنهم .. نسيت أن أخبركم .. أن لكل مسجون هنا زيارتان في الشهر زيارة عادية , و تكون من خلف السلك .. وأخري خاصة .. اجلس معهم في الجنينة عند البوابة الكبيرة .. التي هي بجوار سجن النساء .. على فكرة النساء أيضاً يخرجن معنا .. ويجلسن على مقربة منا مع ذويهم...
وبرغم الجوابات التي أرسلها , بمعدل خطاب كل يوم تقريباً .. لأطمئن عليهم من خلالها .. إلا إني مشتاق إليهم , والي رؤيتهم ورؤية " قمر ".. حبيبة قلبي.. بنت أخي الصغيرة.. ذات الخمس سنوات.. أنا كنت أتمنى أن اسميها " شمس".. ولكن أباها أصرَّ علي أن يسميها " قمر " .. شمس , قمر , لا يهم .. المهم أني أحبها أكثر من أي شيء .. فهي أول مولود جاء لأخي الكبير .. لتملأ علينا البيت بهجة وسعادة , وفرحا , وسرورا , وانبساطا.."
أدخل زنزانة خمسة " زنزانتي " التي أسكن بها .. أفترش شيئا نظيفا أصلي عليه أجلس أختم الصلاة .. ثم أقرأ وِرْدي اليومي من القرآن الكريم..
أشعر بالجوع يعصر بطني , ورائحة الطعمية الساخنة في الخارج لا تقاوم .. وهي تطش في الزيت .. صوتها يغريني .. ورائحتها تناديني .. أخرج وقد وضعت علبة السجائر في جيبي .. فهذه هي حافظة نقودي في السجن .. فالأكل وما أدراك ما الأكل في السجن .. غير صحي بالمرة .. أغلب المساجين يعتمدون على الأكل الذي يأتي لهم به ذويهم من الخارج .. أو على الأكل من " الكالتين"..
هل قلت لكم أن النقود , في السجن, والعملة المتداولة بين المساجين هي السجائر ومن يُضبط معه عملة غيرها يحرر له محضر.. وقد يعزر , ويوضع في التأديب .. " سجن الانفرادي".. تقودني قدماي إلي حيث يجلس عم " حسن " في الممر أمام زنزانة "6".. القاطن بها أصحاب الشيكات بدون رصيد , والاختلاس , والنصب .. وقد تجمع عليه بعض المساجين ليشتروا منه..
ــ الطعمية الوحدة بسيجارتين
ــ أعطني خمس طعميات لو سمحت
أخذتهم , عدت إلي زنزانتي , الكائنة على يدك اليمين , بجوار السلم وأنت طالع أجلس علي فرشتي " النمرة " أضعهم أمامي مع الجراية .. وهي عبارة عن .. " ثلاث أرغفة خبز بلدي.. وغَرْفة فول مدمس .. لم يتم طهيها جيداً .. أغسلها جيداً من المواد الحافظة التي علقت به .. أقشرها بالوحدة , ثم أضعهم في قليل من الماء والزيت .. في نصف العلبة الصفيح علي نار" التَوْتَوْ " الذي اشتريته من زنزانة الحرامية , ومعه زجاجة " بلاستيك " مليئة بالغاز.. ببكتة سجائر .. " التوتو " عبارة عن " وآبور شرطان".. يصنع ويباع في السجن في الخفاء , وله أشكال , وأحجام مختلفة .. وكل واحد بسعر , وبثمن .. أفرغ .. ألمُّ بقايا الأكل , أغسل الإناء أضع ثيابي المتسخة في كيس, حتى أغسلها إذا ما عدت من " التريض"...
" والتريض " لمن لا يعرفه هو عبارة عن مكان واسع .. يشبه فناء المدرسة .. خارج مبني السجن , حول العنبر .. مفروش بأشعة الشمس .. ومزروع ببعض الأشجار.. يُسمح لنا بالخروج إليه في الصباح .. لمدة ساعة , أو ساعتين علي حد أقصى .. نتمشى فيه .. نأخذ حمام شمس .. وتلتقي ببعض المساجين الذين ليسو معك في العنبر.. أو تقوم ببعض التمارين السويدي .. كالمشي , والجري , وربما القفز أيضاً .. وعندما نسمع الصفارة .. يدخل الجميع داخل العنابر .. ليكملوا يومهم ما بين لعب , ونوم , وأشياء أخري كثيرة ...
ـــ يالله الزيارة .. اللي عنده زيارة النهاردة يستعد ..
نظرت في ساعة معصمي التي أحضرها لي أبي في الزيارة السابقة .. كانت تشير إلي الحادية عشر.. أطوي فرشتي حتى لا يدوسها أحد في غيابي ..أو يسطو عليها، أنزل مسرعاً , اسأل عن اسمي في كشف الزيارات .. لأتأكد من الزيارة...
يتحتم علي اليوم أن أكون علي " سنجة عشرة ".. وأن أكون اليوم هادئاً .. وأيضاً سعيداً .. ومبسوطاً .. لأني سأرى أهلي اليوم , وهم سيرونني .. فيجب عليَّ أن أكون في أسعد حال .. هكذا كنت أهيئ نفسي للزيارة ....
" ليلة أمس لم أنم من شدة الفرحة .. والانتظار .. وما أدراك ما الانتظار في داخل السجن .. ظللتُ مستيقظاً حتى الساعات الأولى من الفجر ..
كنتُ أفكر في أبي , وأمي , وإخوتي , وفي بنت أخي الصغيرة , التي تصر في كل زيارة أن تصطحبها أمي معها .. وكنتُ أفكر في الحوار الذي سيدور بيننا .. وأتخيل منظرهم .. فلقد اشتقت إليهم كثيراً .. اشتقتُ إليك يا أبي .. اشتقتُ إليكِ يا أمي .. اشتقتُ إلي حضنكما الدافئ .. والي دعائكما لي .. ما أقساها من ساعات , ودقائق تمر عليَّ بطيئة , كسلحفاة عجوز, عمياء , قعيدة ,
تُرى ما سأقول لهم ..؟.. وما سيقولونه لي .؟! .. وماذا أريده منهم في الزيارة التي ستليها..؟!..
كنت أريد أن أطمئن على أبي .. ماذا حدث معه بعد الزيارة الأخيرة .. فقد تم القبض عليه بعد الزيارة الماضية .. أخذوه , ولم يدعوه يذهب مع أمي , فقد أحضر معه السكين سهواً ـ نسيها ـ في أحد الكراتين التي أحضرها لي .. يومها كنت كالمجنون سألت عليه كل من راح , ومن جاء .. واستنفذت كل الطرق , وفعلت كل وسيلة , لأطمئن عليه .. هم قالوا لي أنه خرج بالليل من القسم .. وعاد إلي البيت بعدما عرضوه على النيابة .. التي أخلت سبيله بضمان محل إقامته ..
ــ زيارة .. اللي يسمع أسمه .. زيارة ..
الآن يجب أن أستعد .. فقد حان وقت الزيارة .. هذا أسمي ينادي عليه للزيارة ..
يجب أن أسرع .. لأن الوقت المسموح به للزيارة .. قصير جداً , ومحدود ..
وهذه زيارة خاصة .. يعني سأجلس معهم لبعض الوقت.. في الجنينة أمام سجن النساء .. ثلث ساعة تقريباً .. بعد التفتيش الذي تقوم به إدارة السجن ً.. حتى يتمكن أكبر قدر ممكن من المساجين من الزيارة ...
ـــ ...........

******

على السيد محمد حزين ــ طهطا ــ سوهاج ــ مصر

23/ 1 / 2019 / الأربعاء

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى