حسن الأمراني - نار سرنديب.. شعر

ـ 1 ـ
أرى زهرة تذوي
وقافلة النور تهوي
ونار سرنديب تكوي
ضلوع فتى يستجير من الطعنات
بآهاته ورداء الغيوم
فكيف يدمر مملكة الشعر
من أجل مملكة الأقحوان؟
وكيف يجرد في آخر العمر سيفا كليلا
لقطف النجوم؟
فيا أيها القلب رفقا
إلام تغالب موتك عشقا؟
أفي كل أرض هوى يستجد
ويلقى الشراع إلى أفق لا يحد
ـ2ـ
أرى شمس تبريز
ترحل نحو حدائق شيراز
يفرش أهدابه قمر
ويكحل أجفانه بتراب خطاها
ويحملها لمحاريب مجنون عائشة المتدثر بالاحتراق
فتنهض عائشة المستحمة في نهر من ضياء
كلؤلؤة لا تقدر.
تنهض نجمة حزن بهي المطارف في القصر
يطلع من شفتيها نشيد المنافي
وتوقظ في الروح شمس القوافي
ليتحد السيف بالأقحوان
ولكن ..
أرى زهرة العمر تذوي
وما من عزاء العمر تذوي
تفتح بوابة الانعتاق
ـ3ـ
وكحد السيف النابض في كف شهيد
تخرج عائشة القديسة من أشعار البياتي
تتوضأ بالنور
تمشط كف الليل غدائرها المرمية
في رحم الظن ..
تنشر أجنحة بيضاء على الغدران المنسية
تشعل نار سرنديب
فلا جبل الأولمب يطاول قامتها الشهباء
ولا عشتار تقاوم سيف تصوفها الوهاج
الطالع من أنوار بساتين القصر
عائشة تلبس تاج التقوى الأزلي
وتبعث في ذاتي الجرداء بهاء الشعر


حسن الأمراني
ابريل 1996

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى