محمد الطوبي - هذا الرحيل لنا.. شعر

إلى روح الشاعر أحمد بركات..

هذا النداء لمن يسري بغير هدى؟ = كالحلم مر إله التيه منفردا
يا صاح هل دمنا نار وموعدنا = كأس بها ألق الأنخاب قد ولدا
نحن اليتامى ومنفانا يعمدنا = بالجمر في القلب جمر الشعر ما حمدا
هذا الرحيل لنا كل المراثي لنا = مالت وما انتحرت أقمارنا أبدا
كم سهدت جرحنا ريم بفتنتها = وكم قتلنا وسيف الوعد ما وعدا!
فندخل الموت عشاقا ونخرج من = موت وغربتنا قد أسست بلدا!
كم شاعر شهب الحمى تكابده = كم عاشق مات في أشواقه كمدا!
فاجأتني يا صديقي بالرحيل وكم = فاجأتني بالذي في البال ماوردا!
يا المغربي الجميل الشعر قربنا = يبدو القريب قريباً كلما ابتعدا
إن كان حملك الزلزال بيعته = أو كان غيرك للأوثان قد سجدا
أنت الذي أهرق الايقاع منطلقا = حراً وأطلعت جرح الناي غصن ندى
أطلعت من صولجان العمر في لهف = أسطورة كيف يزهو الصولجان غدا؟
وأنت ترحل مجروحا ومنطفئا = فكيف يشتعل الورد الذي نهدا؟
هذا الوداع وداع لالقاء له = والقلب يبكي وصوت الدمع قد جمدا
يا راحلا وكنوز الحب تسكنه = أني لنا قمر الحب الذي افتقدا
أني لنا من إله التيه سطوته = هل أرق القلب حب قد يرى جسدا؟
هذا نشيد الغياب الرحب يا صاح هل = غاب المغني وفي إنشاده صعدا؟
كم اشتهي شعراء اليتم مملكة = من دمعة عمدت في غربة سندا؟
يا الأحمد الولع الصعب الأمير متى = يستنفر الجرح ما أغوى وما وجدا؟
إيقاعنا قلق أوجاعنا ألق = لم نستقر اشتعال المستحيل سدى؟
ولم نكابد جنون القلب مندلعا = إلا وبالكأس نغريه إذا اتقدا
برقا يرضع نايات بلوعتها = ليدرك القلب ما قداس من عبدا؟
كم احترقنا على كأس تسهدنا = كي يولم الشعر للانخاب ما حصدا
يا الأحمد اغتال فيك الموت أغنية = نشوى ولم يبق للأحلام أي مدى
إني لأبكيك إذ أبكي علي فهل = مني إليك تناهى في الضريح صدى؟
إني لأفتح عيني حين أفتحها = على كثير ولكن لا أرى أحدا


محمد الطوبي
يونيو 1995

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى