محمد آدم - ثنائية محمد آدم.. شعر

1 - بيكاسو

أحيانا،
كان الأصلع بيكاسو، ينقل ريشته فوق
اللوحة،
من شلال الضوء،
إلى شلال الماء،
وأحيانا...
كان اللون يراوغه،
والفرشاة المجنونة تفلت من يده،
وتفر يمينا،
ويسارا،
حتى ينسرب اللون من اللون،
وتنسرب الفرشاة من الفرشاة، إلى خارج
ناصية اللوحة،
ينتظر قيامة شيء ما،
يتردد ما بين الظل،
وبين الظل،
ويلقي بالفرشاة بعيدا، حتى يدهمه اللون
على أرض اللوحة،
يلقي بطفولته
ويفتش عن شيء ما،
هل يرسم نهرا
أم وطنا؟
أم ثورا يطعنه الماتادور على أرض الحلبة ؟
............................................
.............................................
مازال الجمهور يصفق،
والثور الهائج ينطح بالقرنين نهايته،
وها هو ذا يخرج من غرفته،
محشوا بالضوء، ومأخوذا بالألوان

2 - أبو حيان التوحيدي!

يتحاور في الليل مع وحدته،
يمسك بالأوراق،
وأقلام البوص،
وبالزمن الخائخ،
يتوقف قرب نهايته يسأل:
ما معنى الموت
وما معنى الكلمة.
ماذا يعني الفقر أو العجز،
الاثم
اللذة،
والأمل،
اليأس،
الظلم
والعدل،
الوحدة،
ما معنى المعنى إذ يسأل؟
كيف أفك رموز الكون،؟
وكيف أفسر هذا النور بهذي الظلمة،
أو هذى الظلمة بالنور؟
وما معنى أن تشرق روحي بالإصغاء إلى أصغر شيء ما؟
هل سيعود الجسم إلى سيرته الأولى،
أم أن الروح ستفقد وحدتها،
وأعود أنا أتبدد في اللاشيء؟
ما معنى أن يتلاشى النور، وتنهش هذي الروح
خفافيش الظلمة؟
ماذا أفعل بالأوراق،
وهل تجديني اللغة العمياء فتيلا، وأنا أبحث
عن سر


محمد آدم
اكتوبر 1992

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى