كلام في مقهى - سميح القاسم - رسالة إلى الله

سيد الكون أبانا
ألف آمنّا ، وبعد :
من حقول البؤس هذي الكلمات
من سفوح جوّعت ، من قممٍ
نسرها أهوى على الشمروخ في يأس … ومات
من بحار لم تعد فيها جزيرة
لم يعد فيها سوى اشرعة الذكرى المريرة من جنين كبّلت فيه الحياة
كل ما تحمل هذه الكلمات
يا أباناا ، يا أباً أيتامه ملّوا الصلاة
يا أبانا ، نحن ما زلنا نصلي من سنين
يا أبانا ، نحن ما زلنا بقايا لاجئين
أرضنا ،
من عسل- يحكى- بها الأنهار -يحكى - من حليب
أنجبت - يحكى - كبار الأنبياء
وعشقناها
ولكنّا انتهينا في هوانا أشقياء
وحملنا كل آلام الصليب
يا أبانا ، كيف ترضى لبنيك البسطاء
دون ذنبٍ، كل آلام الصليب !!
يا أبانا، نحن بعد اليوم لسنا بسطاء
لن نصلي لك كي تمطر قمحاً
لن نداوي بالحجابات وبالرقية جرحاً
نحن أنجبنا على الحزن كبار الأنبياء
وخلقنا من أمانينا التي تكبر …. ربّاً
شقّ من مأساتنا للفجر درباً
عفوك اللهم إن كانت حروفي مستفزة
أنا انسان من الطين
أنا الخاطئ مذ كنت
ومولاي المنزّه ! !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى