أيمن محمد الجادوري - اللقاء الأخير.. قصة قصيرة

التقمَ الروحَ الجسدُ...
وقمري قد خُسِفَ ولن يكتملَ مُجدّداً !
تلكَ هي آخرُ التمتمات التي تنهّد بها فؤادي عند استقبالي الصارخ لهذا الخبر المشؤوم...
هنا كان آخر لقاء معه عند مسكنِهِ الجديد.
- بنظراتٍ بائسةٍ قلتُ له: أتتذكّرُ صديقي أولَّ لقاءٍ دارَ بيننا؟.
- دعكَ أولاً من هذا، وأخبرني: لما لم تأتِ حفلَ زفافي؟.
- استميحُكَ عُذراً أخي، لقد جاءَ على حينِ غرّةٍ وأنت لم تُبلغنِ الموعدَ.
- نعم. لقد كان هذا خطأي، لكنني أيضاً فوجِئتُ به مثلما أنت. فلتُسامحني: لقد كنتُ قاسياً في لومي، اعذرنِ .
وبنظراتٍ مغمورة ببسمةِ المُسالمين الصافيةِ، قال:
حقاً أتذكّرُ أولّ لقاءٍ، لكنّي أُتوّقُ دوماً لسماعِها منك، وازدادُ شوقاً وحنيناً بشراهةٍ عندما تقُصّها عليّ مثل كلّ مرةٍ...
- إذن فلتُغْمضْ عينيك مثل سابق عهدِك؛ لتَتَنَاجى أرواحُنا في العالم السرمدي.
- بضحكاتٍ استنكاريةٍ يُجيبُني: تلك المَرّةِ ليست كالسالفِ، فأنا بالفعل مُغمَضٌ عينايَ !
أقولُ:
بينما كنتُ عاكِفاً في حُجرتي، حيثُ الوحدةِ والمللِ، لا جليسَ ولا أنيسَ سوى ورقي وكُتبي وقلمي، ومِشكايَ القُرمُزيّ على أوتارِ قارئةِ الفنجانِ. وأذكُرُ أنّ تلك الليلة انتابني فيها شعوراً جديداً، شعوراً بالنشوةِ تسلّل إلى أعماقِ جوفي المُتعطّشةِ. فقد كانت ليلةً كليالي الشتاءِ القارسِ الذي يختبئُ فيه الجميعَ في بياتِهِ الشُتويّ لتناول الحساءَ الساخنَ، وتنفيث الدخّان تحت المعاطفَ. أمّا أنا، فكنتُ أستحَسُّ النشوةَ والسعادةَ، أتلمّسُ الدفءَ وكأنّي في إحدى مباني النوبة المصحوبة بالحنينِ والنسماتِ الهادئةِ. لذا، قرّرتُ ألاّ أُقحِمَ نفسي طوالَ الليلِ في هذا القُمقُمَ، عازماً التّوجهَ نحو الشرفةِ لأقرأ فيها ما يحلو على قلبي قراءَتَهُ..
بالفعلِ قرّرتُ واصطحبتُ معيَ " قواعد العشق الأربعون ". لكن حدث ما لم أتوقّعْهُ، ولا أُهفو إليه. إذ وجدتُّ السماءَ غائمةٌ، والسُحُبُ مُتعانِقةٌ، والنجومُ مُختَفيءٌ بريقُها اللؤلؤيّ، والمطرُ يهطِلُ برذاذِهِ على زهورِ المدينةِ؛ لترتوي من نفحاتِ السماءِ، مثلما كنتُ مُتوّقاً لارتواء روحي برفيقٍ يُقاسمُني دربي التائه ليُخبرني كيف المسير! ويُخفّفُ عن كاهلي عبءَ التيهِ والغُربةِ.. لا أُنكرُ أبداً أنّ في تلك المدينة هناك الكثير من الأصدقاء، لكنّي كنتُ أُريدُ واحداً فقط، بحثتُ عنه عديداً، ولم أعثرْ عليه..
فرفعتُ يديّ إلى السماءِ؛ مُستغيثاً بإلهي من الوحدةِ، مُلتجئاً إليه بصوتٍ مكلومٍ، ورجاءٍ مأمولٍ:
إلهي لقد منحتَ كلّ شيءٍ في الوجودِ قسيماً..
فاللهم كما منحتَ الأرضَ طيناً كي لا تبور؛
ومنحتَ النحلَ رحيقاً كي يُخرجَ عسلاً؛
ومنحتَ القمرَ شمساَ كيلا يُظلمَ؛
فامنحنِ يا إلهي رفيقاً يُواسي روحي، كما منحتَ محمداً أبا بكرٍ ليُصدّقهُ فلا ييأس..
ولقد دامَ هذا الأمر لأيّامٍ عدّةٍ، كل ليلةٍ في نفسِ الموعدِ تقريباً، أتوجّهُ إلى تلك الشرفة مُتضرّعاً بذاك الدعاء والطلب؛ حتى أضناني السهر، وتكبّد جسدي..
وذات ليلةٍ وقُبَيل منتصفها بسُويعاتٍ خرجتُ من تلك الحُجرة التي تُشبه قبواً خشناً وكئيباً، مُتثاقلاً بشجني وإيلامي، حتى أكاد أُجزِم أنّ اليأس قد تملّكني، والوحدة باتت صديقي الذي يفهمُني. فكنتُ مُطأطأً رأسي، مُجرجراً قدميّ من خلفي مثلما الأحدب الأبله، ويدايَ مُنسابتان وكأنّي مُصابٌ بجلطةٍ دماغية، مُتّجهاً نحو تلك الشرفة التي أمست محراباً تتعبّدُ فيها أوجاعي. فوجدتّ فناناً قابعاً بداخِلها، مُمسِكاً بريشتِه وألوانِه ولوحاتِه. وقد كانت السماء في تلك الليلة صافية، والنجوم تحتفل باستعادةِ بريقها ولمعانها، والقمر مخسوفٌ بلونه الدامي، وهذا الفنّان يُبدِع في لوحتِه، مُستشرياً في حالتِه، ويستمع إلى موسيقى موزارت التي أعشقها، والتي تحوي الكثير من النقاشات، وكأنّه يحوي جمال الطبيعة بين سبّابته وإبهامه..
أتذكّرُ أنّ الفرحةَ قد غمرت كل أرجائي، وكأنّي أحيا مُجدّداً، يداي اللتان كانتا مُنسابتين وجدتّهما قد تحرّكا في نشاطٍ وجريانٍ، ورأسي ارتفعت لأعلى بعدما كانت للوحدةِ مُستسلمة، وظهري الذي كان أحدباً انتصبَ على الفورِ والحالِ. عندها شرعت بالرجوعِ لحُجرتي لأقتني " قواعد العشق الأربعون " فاستأنف قراءته مُجدّداً. بالفعل، عاودت إلى الشرفةِ وأسندتُ ظهري على الحائطِ، وساقي ممدودتين للأمامِ، وأسلمتُ رأسي إلى يدي، ورحت بدلاً من أقرأ قواعد العشق الأربعون، وجدتُّ نفسي بلا وعيٍ وإدراكٍ أقرأ قواعد العشق في وجه هذا الفنان.. أتأمّل عينيه لأرى كيف هو هكذا؟!. وعلى الرغم من أنّ تضاريسه كانت غريبة، وملامحه أيضاً. فقد كانت ذقنه حادّة، وشعره الغجري الذي يُغطّي شحمة أذنه، ولحيته الكثيفة التي تُخفي وسامته وهدوءه، وسرواله الفضفاض، وقميصه المُلطّخ بألوانه؛ حتى أنّني أُقسم أنّه إن رآه رهط من الحمقا الذين يسكنون بجوارنا، فسيتهامزون عليه، ويتهكّمون منه، وينعتونه بالأشعث الأغبر !.
وحسبيَ أن أقول أنّني استحييتُأن أهمسَ أو أتحرّك؛ كي لا يتضوّر إزعاجاً، فحبّذتُ ألاّ أقاطعه مُناجاته في لوحتِه، واستغرقتُ طويلاً أتأمّله وأعرفه. وبينما هو أراد أن يأخذ قِسطاً من الوقت ليتوقف قليلاً عن رسمِه، ويحتسي رشفةً من حساءِه الساخن، إذ رمقَ بعينيه جانباً، فوجدني مُتسمّراً في عالمٍ آخرٍ. لذا، ألاحَ إليّ بيدِه. أنت.. أنت، أنا أُخاطبك، فاستفقت من سرحاني (إذ تذكّرتُ تلك الليالي الأربعين الخوالي التي انفصل فيهما شمس وجلال عن العالم).
- فقلت له: ماذا؟.
- اقول لك: أنت هنا منذ متى؟.
- فقلت: منذ أربعين ليلةٍ ويزيد !.
- فضحِك بصوت خافت، وقال: ما هذا الكتاب الذي يُعانق صدرك؟.
- هذا.. تلك هي رواية قواعد العشق الأربعون.
- نعم، لقد فهمت؛ لأجل هذا تقول أنّك هنا منذ أربعين ليلةٍ، يبدو أنّك كثيراً ما تُحبّ جلال وشمس.
- بالطبع، فهما روحان نقيّان طاهران، تقابلا في عالمٍ مُتّشح بالعتمةِ والسوادِ.
وبصوتٍ مُتزمّرٍ وجدته يُخاطبني بهمساتٍ، قائلأً: ولكن أتُدرك أنّ تلك الرواية كالقنبلةِ الموقوتةِ في يديك، أقصد أنّه لو عَلِمَ أحد "الخفافيش" في هذا المكان أنّك تقرأها؛ فسيلعنونك، ويُمزّقون كتابك إرباً إرباً، مثلما مزّقوا لوحاتي بالأمسِ..
فقلت: أعلم ذلك بالتأكيد، لكنّي على يقينٍ أنّهم مثل دخّان السيجارة التي تُنفّثها أنت الآن، سُرعان ما يتلاشى أثرها عند أوّل مهبٍّ ريحٍ يُقبِلُ.. ولكن أخبرني، لماذا يبدو على وجهك أنّه منافي لطبيعتك؟ أقصدُ أنّني عندما رأيتُ فيك فنّاناً آملاً مُتأمّلاً، يرسم العالم ببصيرتِه لا ببصرِه، ريشتك كعصا المايسترو، وألوانك كزهورِ النرجسِ التي يعبرُ من ثناياها نسمات الريحِ المُترنّحةِ، ولوحتك محراب تتلو فيها صلواتِ الجمالِ والتجلّي..
- فقال: لأنّي قد رأيت هنا الكثير من العفنِ والضلالِ.
- فأجبته مستنكراً ساخراً: ماذا رأيت؟ فأنت فنّان، ومن المفترضِ أن ترى الوردةَ في الشوكةِ.
- نعم، أنت محقٌ، لكنّي حدث معيَ النقيض، فقد رأيتُ الشوكةَ في الوردةِ
- ماذا تقصد؟
- أقصد أنّي رأيتُ الشياطين تسكن المحاريب، والبحر يُضني في أحشاءِه أرضاً بوراً، وزبده بات أسوداً، لقد رأيت أيضاً الملائكة تذرفُ دمعاً من فسادِ البشرِ وتعسّفهم. رأيت بشراً يحرّكهم بشرٌ مثلهم كرقعة الشطرنج الساكنة، فضلاً عن ذلك وجدتّهم يتنازلون عن آدميّتهم بعدما رضخوا لقواعد هؤلاء مُذعنين لهراءهم وتُرّاهاتهم، بل ازداد الأمر بأن انحنوا بظهورهم لينهال عليهم سياط تلك الأفكار الطائشة لتندبهم بلا هوادة. لقد رأيت المآذن تصدر هبهبات المُهرّفين، والمنابر أضحت معترك الخصوم والنطح بالمُخالفين، القاضي والجلاد فيها الإمام أو شبيه الإمام إن أحرّينا الدقّة، وعندما أذهب إلى خطبة الجمعة لأستمع إلى قول اللهِ العذب، أجدهم يُصرخون في مُكبّراتهم: "اللهم عليك بأعداء الدين"، أكاد أقول أنّ الله لو استجاب لدعائهم لخرّ السقف فوق رؤوسهم؛ حتى إذا أردت مُحاربتهم بقول الله: (( إنّ شرّ الدواب عند اللهِ الصمّ البكم الذين لا يعقلون )). أخذوا يُبادلونني بنعتي ملحداً مُهرطقاً. هل تعتقد صديقي أنّ هناك ملحداً يقرأ كتاب الله، ويُصلّي ويُسبّح بجمالِ الخالقِ؟! هل تعتقد أنّ هناك ملحداً يخشى اليوم الذي يُواري فيه جسده التراب؟!. بعد هذا كلّه تقول لي "فنّان". أيّ فنّان هذا الذي يتحمّل كلّ يومٍ، بل كلّ ساعةٍ هذا الهراء، ماذا تركوا لي ما أرسمه؟ لقد طمسوا كل خلّاب وجذّاب، ولم يتركوا لنا زهرة واحدة نتأمّل إبداعها..
عندما وجدتّه في تلك الحالة البائسةِ، شرعتُ في تهدئته مُلاطفاً إيّاه بابتسامةٍ وديعةٍ، وآذنته:
- هلّا تفضّلت معي في حُجرتي لنحضر فنجانين من القهوةِ، وننفصل قليلاً عن هذا العالم الصاخبِ؟.
- على الرّحبِ والسّعةِ صديقي، لكن أمهلنِ قليلاً أُجرّد الشرفة من لوحاتي؛ كيلا يُمزّقونها هي الأخرى.
- لا، أقصد دعهَ علّ واحداً منهم يراها، فيرمق إليها وإلى السماء على حدةٍ؛ فيعي أنّ الفنّ ما هو إلّا اقتباس من الطبيعةِ، وأنّ الحياة والطبيعة مُتطابقان بطهارتهما ونقاءهما. فيُدرك أنّ الخالق قد منحنا الجمال لنحتفظ به بين ضلوعِنا.. لا لنطمسه، ونُخفي بريقه النورانيّ.
- لا بأس في ذلك.
وقبل أن تخطّا قدمانا الحُجرة، وجدته قد تسمّر مكانَه، عيناه ترمق يميناً ويساراً، وظَهَرَ على وجهِه ملامح الدهشةِ، وكأنّ الزمن استوقفه للحظاتٍ، وقال لي:
- إنّ حُجرتك لطيفةٌ وهانئةٌ، أشعر فيها بروحٍ مُنتشيةٍ ومجنونةٍ تقبع بين جدرانها.. ألوانها القرمزية التي تُشبه تفاصيل الشروق والغروب، وضوء الشمعة يبعث من لهبها ويُضفي عليها حنيناً ودفءً غير مألوفٍ.. ونافذتك التي تطِلُّ على قبّة الجامعة المُذهّبة وأقلامها، وبرج القاهرة وحكاياته. أنت محظوظ جداً صديقي، يُحدّث لي أنّ هذا له معنى ودلالة.
- لا صديقي، ليس حظّاً بل قصدٍ. فكثيراً ما تمنّيتُ المجيء إلى هنا بإخلاصٍ.
وبدهشةٍ غير معهودة سألني: لما أنت واضعٌ كتاب " موت الإله " لنيتشه، بجوار كتاب الله؟!
فقلت له: لأنّه كلّما مات الإله بداخلي، أحييته مُجدّداً بكلماتِه.
وبينما نحن مُستغرقان في حديثنا، إذ يندلع لهب الشمعة على غلاف قواعد العشق الأربعون. فقلت: قاتلك الله شمس تعشق النار حياً وتعشقك ميتاً، أو لست أنت القائل: " العشق ماء الحياةِ، والعشيق هو روح النارِ ".
فضحك كثيراً، عندها انتهزت الفرصة وحدّقت بعينيه، وقلت له:
- تلك هي الحياة !
وقلت له:
- تلك هي مآسي الحياة !
وقلت له:
- تلك هي أنوار مآسي الحياة !
وقلت له:
- لا تيأسْ، لا تستسلمْ، لا تنصهرْ. فأنت لست هنا للاستمتاع فقط، ولكن للمواجهة كذلك...

وباندهاش مصحوب بابتسامةٍ حالمةٍ، وجدته يقول:
- لقد أشرقت الشمس. فالوقت قد داهمنا.
- لا صديقي. لم يُداهمنا الوقت، بل أهدانا لحظاتٍ وسُويعاتٍ لا تكفي أموال العالم كي نشتري من بيّاعي الأزمنة مثل تلك الليلة، تبقى فقط عملة الحنين في جيوب ضلوعنا، نُنفِقها بكاءً أو إبتسامةً صافية لهذه اللحظات.
- أشكرك جزيلاً صديقي. فأنا مدينٌ لك بتلك الليلة الهانئةِ الدافئةِ.
*****
حسناً. لقد انتهيتُ من سردي وحكيي الآن، أودّ أن تكون قد استمتعت بذاكرتي القوية، والتفاصيل التي لا تزال مُرسّخة في أعماقي.
- بالكاد قد استمتعت، وأطمح في أن تعودَ تلك الليلة مُجدّداً، ولكن.....
- ولكن ماذا؟... ماذا؟... صديقي ولكن ماذا ؟!!!.
وبصوتٍ مُفزعٍ ومُريبٍ يصدر من الخلفِ يُقاطعني بخطبِه: ولدي أنت هنا منذ الغسق، والشمس قد غرُبت، والليل قد أقبل بجُنحه الدامس، ولا يجوز لك البقاء أكثر من ذلك أمام القبر..
حالما سمعتُ منه تلك الكلمات الجافّة آلَ الليل إلى نهار من أيام أُغسطس القائظة الرتيبة إلى درجة الإنهاك، والتصقت جفوني، وجفّ حلقي وكأنّ رياحاً ساخنةً دفعت وجهي سُحُب الغبار، ولم تكن ثمّة أيّة رغبة في التّطلّع أو الكلام أو التفكير، فشعُرت بالتسمّرِ وكأنّ أعضائي قد توقفت وظيفتها الحيوية، ليس فيها من يعمل سوى العقل يتذكّر، والقلب يحنّ. وعادَ بي الزمن ليس بعيداً إلى الوراءِ. فتذكرت مُشرف الدور الذي كان يقطع حديثنا وتسامرنا ويُزعجنا بطلبه المُعتاد: " رجاءً أخفضْ صوت المذياع مُراعاةً للآخرين ".ولا ريب في أنّنا كنّا نستاء قليلاً، لكن كنّا على يقينٍ بأنّنا سنُكملُ حديثنا في الغد. أمّا الآن فلا حديث يُستأنف، ولأولِ مرةٍ انزعج فيها دونِه، وشعُرتُ بأنّي سأعود إلى حالتي مُجدّداً.. وحيداً، غريباً، قابعاً في قبوٍ، جسدي مُنهكٌ وباردٌ، وكل ما يُلفظ يخرج خشناً!.
عندئذٍ هرولت إلى حيث ذاك المكان الذي تقابلنا فيه عند ذي بادئ، ومثلما الصدفة التي جمعتنا وكوّنتنا، وجدتّها كما تركناها. إذ وجدتّ القمرَ مخسوفاً بلونِه الدامي المُتبعثر في أنحاء السماء، وكأنّ الطبيعة تشاطرني شجني وإيلامي. ولكن تلك المرّة لم أجدْ من يشاركني الارتجال والتجلّي.. فعزّيتُ نفسي بآخرِ الكلماتِ " وداعاً أخي، وداعاً صديقي ".

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى