يورى ايفانز - الأمير والقمر.. قصة قصيرة - ترجمة: محمد الظاهر

" قالت الصغيرة لي: من الذي سرق القمر؟
قلت: العرب.
قالت: ماذا يفعلون به؟
قلت: يعلقونه للزينة على حوائط بيوتهم!
قالت: ونحن؟
قلت: نحوله إلى مصابيح صغيرة تضيء أرض إسرائيل كلها.
ومنذ ذلك الوقت, والصغيرة تحلم بالقمر, وتكره العرب, لأنهم سرقوا حلمها وحلم أبنائها.
هذا الصباح جاء أمير صغير إلى بيتنا وقال: هل تقبلونني ضيفا؟
رضينا به, لكن الصغيرة قالت: على أن تقول لنا من أنت؟
قال: أنا فارس من فرسان الأرض, محارب قديم في أرض إسرائيل. مت صغيرا, لكنني أخرج مرة في كل عام, أطوف في هذه الأرض, وأسأل إن كان شعبي يسكنها أم لا.
قالت الصغيرة: نحن شعبك, وأنا حبيبتك أيها الأمير.
قال الأمير: ما أروعك.. أطلب منك الملجأ ليلة واحدة, فتفتحين لي قلبك, أنت يهودية حقا.
قلت: نعم, كلنا هنا شعب إسرائيل.
ضرب الأمير برمحه وقال: إذن نحقق الحلم الآن أستطيع أن أعود إلى قبري مرتاح البال.
تشبثت به الصغيرة, وقالت: لا.. لم يتحقق الحلم بعد.
قال الأمير: كيف.
قالت الصغيرة: لقد سرقوا القمر.
قال الأمير (وهو يضرب برمحه مرة ثانية): من؟
قالت الصغيرة: العرب.
بصق الأمير على الأرض قال: الجبناء, كلهم لصوص وقتلة, لكن لا بأس.
سألت الصغيرة: وماذا سنفعل ؟
قال الأمير: انتظري الليلة, سأعود لك بالحلم الجميل.
انتظرت الصغيرة, ألقت رأسها على إطار النافذة.
وظلت تنظر إلى السماء.
ومرت الساعات, ونام الأطفال والنساء والرجال والشيوخ, ولكن الصغيرة ظلت تنتظر, لم تيأس ولم تستسلم للنوم, لأنها تعرف أن أطفال شعب إسرائيل لا يكذبون.
بعد منتصف الليل بقليل, انشقت الغيوم فجأة, ورأت الصغيرة القمر لأول مرة, رأته جميلا ورائقا, حدقت فيه طويلا, ثم ركضت إلى وقالت: استيقظ يا أبى, استيقظ, وقادتني إلى النافذة وقالت: أنظر يا أبى, هل هذا وجه الأمير الصغير؟
قلت: يا بنتي, الذي سرق القمر هو الذي قتل الأمير الصغير.
لم تبك الصغيرة, فقد تحقق حلمها وأشرق القمر على أرض إسرائيل.



* ترجم النص الأستاذ محمد الظاهر، وقدَّم له الناقد طراد الكبيسي في مجلة الأقلام العراقية 1979م.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى