عبد القادر وساط - من أحلام الكاتب المصري ألبير قصيري.. ملكة بسروال الجينز

رأى ألبير قصيري، فيما يرى النائم، عددا كبيرا من الناس متحلقين، في ساحة الجمهورية، حول بيضة عملاقة، في حجم رجل.
بدأت تلك البيضة تتشقق شيئا فشيئا، ثم سقطت قشرتها بالكامل، وخرجتْ منها زوجته مونيك شوميت، الموسيقية المشهورة، وهي شبه عارية، ليس عليها سوى غلالة خفيفة.
اتجهتْ نحوه بتلقائية وهي تتقافز وتشير له بكلتا يديها وتناديه باسمه.
عندما صارت قريبة منه قالت له:
- ينبغي أن نمضي الآن، سنحضر الحفل الذي تقيمه الملكة.
أحاط خصرها بيده وانطلقا معا مسرعَين.
في قاعة الاستقبال بالقصر، كانت الملكة كليوباترة واقفة بجانب العرش، تلبس قميصا شفافا دون أكمام وسروال جينز، وحول جبهتها إكليل من ذهب. وحين رأت ألبير قصيري وزوجته مونيك ابتسمتْ وأشارت إليهما بالوقوف عن يسارها، إلى جانب طبيبها الشخصي أولمبوس.
جاءت الوصيفة شرميون بآلة كمان وناولتها لمونيك شوميت، ثم قالت لها هامسة:
- تأمرك مولاتي الملكة أن تشرعي في العزف، فقد وصل الآن رئيس الكهنة.
كان رئيس الكهنة شيخا مسنا، قد تجاوز الثمانين. لكنه كان يتقدم نحو الملكة بخطى ثابتة، وهو يحمل سلة تين.
كانت هناك أفعى مخبأة داخل تلك السلة، وقد جاء بها لتلدغ كليوباترة لدغة الموت، تنفيذا لرغبتها.
لكن رئيس الكهنة فوجئ حين وجد الملكة ترتدي سروالَ جينزْ، وقميصا شفافا دون أكمام، فرفض أن يكشف لها عن الأفعى، واشترط عليها قبل ذلك أن ترتدي لباسا يليق بملكة مصر.
غضب ألبير قصيري من رئيس الكهنة وأخذ يشتمه، فجاء الحراس وسحبوه بعنف إلى الخارج. إثر ذلك التحقت به زوجته مونيك وهي تحمل في يدها قارورة عطر كُتب عليها: بلسم الحب.
كان ذلك عطر الملكة المفضل، الذي يحتفظ بسره كهنة معبد آمون.


-------------------
( من كتاب: النمر العاشب)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى