تشيتشان الكعبي: أنا ابن موروث يمتد إلى 7000 عام.. أجرى الحوار: جعفر الديري

هؤلاء يحملون العراق على أكتافهم، فهم أينما ذهبوا لا تتغير صورة الوطن في أعينهم، لذلك تجدهم على أهبة الاستعداد دائما للتغني به في أشعارهم وقصائدهم، ولوحاتهم وموسيقاهم، وكل ما يمت الى الابداع بصلة، كيف لا وهم أبناء أعرق حضارة وتاريخهم يتلألأ بالرائع الجميل.
الشاعر الشعبي ذو الحضور الجميل رئيس جمعية شعراء العراق الشعبيين عباس تشيتشان الكعبي واحد من هؤلاء المبدعين الذين استلهموا من العراق تاريخه وأدبه العظيم فكان الأدب الشعبي العراقي ولغة الشعر الشعبي وسيلته للتعبير عن آلامه وحزنه واعتزازه بالعراق.
في هذا اللقاء معه على هامش مشاركته في مهرجان الدوحة الثقافي الرابع الذي أقيم في الفترة من 22 مارس/ آذار الماضي حتى 1 أبريل/ نيسان الجاري - اضاءة على الشعر الشعبي العراقي والفنون الشعبية الأخرى التي تمتد الى أمد بعيد.
* أنت شاعر شعبي لك حضورك الكبير في المحافل والمنتديات الشعرية، فكيف برأيك تكون الموروث الشعبي في العراق؟ وكيف انصهر مع تجربتك الشعرية؟
- إن الموروث الشعبي العراقي يعيش معي وفي حياتي اليومية فهو موروث عظيم ومادة دسمة تغري بالنهل منها، وهو موروث يمتد إلى أكثر من 7000 عام، فأنا ابن أول حضارة وهي الحضارة السومرية، ولاشك أن ذلك يعطي لهذا الموروث صفة البقاء، لذلك نحن الشعراء العراقيون حقيقون باستخراج ما يتناسب والتعبير عن هذا الزمن من هذا الموروث.
فأنا ومنذ أن فتحت عيني على الحياة وأنا أسمع أمي تناغيني "دلولي الولد يبني" هذا الايقاع والفلكلور الذي تشربته أسماعي من الطفولة، بقي حيا في نفسي وقادرا على استثارة الابداع في نفسي.
* برأيك كيف استطاع هذا الموروث أن يتأقلم مع تطور الانسان العراقي؟ وكيف جسد الحداثة الشعرية؟
- لقد تأقلم هذا التراث وتطور مع الانسان العراقي علما بأن أول من صنع قيثارة الموسيقى هو الانسان السومري، فأصبح الانسان في عالم اليوم يكتب من خلاله فكيف لا أكتب أنا الانسان العراقي من خلاله؟ وكيف لا أتصور هذا التراث فأستقي من هذا المنبع العظيم وخصوصا أنه متطور مواكب للعصر؟ وأنا أعتقد - حقيقة - بوجود حداثة في القصيدة الشعبية العراقية وموسيقاها وابعادها، اذ إنها تحمل مدى واسع ويتوافر فيها مونولوج الذات، فالقصيدة الشعبية لا تختلف هنا عن القصيدة الفصحى الحديثة، فكما جدد السياب في القصيدة الفصحى فحولها الى قصيدة حرة كانت الريادة في الشعر الشعبي في تحويله من القصيدة الكلاسيكية الى القصيدة الحرة لشاعر عراقي هو مظفر النواب فهو أول من كتب القصيدة الشعبية الحرة.
* وكيف تجد ساحة الشعر الشعبي العراقي اليوم؟
- أنا مغترب عن العراق منذ أكثر من اثني عشر عاما، لذلك لا أستطيع الاجابة على هذا السؤال. غير أني قبل أن أخرج من العراق كان للقصيدة الشعبية حضورها في المجتمع العربي وخصوصا في الخليج وليس العراق فحسب. اذ إنني شخصيا معروف في الخليج وفي العالم العربي أكثر من العراق وذلك دليل على مدى تأثير القصيدة، على رغم الحصار الذي تعرض له العراق.
لكن من حقي التساؤل هنا عن دور المؤسسات الثقافية الداخلية والخارجية في العراق والسفارات والملاحق الثقافية، فأين هنا هو دورها في خدمة شعراء العراق المغتربين؟ فهذا هو مهرجان المربد فكيف تتاح لنا المشاركة فيه ونحن خارج العراق؟ لماذا لا يجمع القائمون عليه بين مجموعة من شعراء العراق المغتربين والشعراء الشعبيين بالداخل.
* ما الأسماء الشعرية الشعبية الحاضرة في ذهنك والتي لاتزال مؤثرة في الوجدان الشعبي العراقي؟
- هناك أسماء ربما مضى عليها أكثر من مئتي عام، لكنها موجودة حتى اليوم في الذاكرة الشعبية. منها مثلا الحاج زائر وعبدالأمير الفتلاوي وهما شاعران شاملان، وهناك كاظم منظور والشاعر عبود غفلة.
الوسط البحرينية العدد 946 - الجمعة 08 أبريل 2005م الموافق 28 صفر 1426هـ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى