إبراهيم محمود - من سرديّات ظلّي.. شعر

في الروح أو مجرى دمي
أو حين يُسكَب كالبشارة في دمي
يأتي إلي من الأعالي داخلي
ويشدني كالرغبة المثلى إليَّ
أراه ملء خطاي مرآتي تعانقه
خفيفاً كالحقيقة
أو شفيفاً كالطريقة
أو بهيَّ الشكل كالمعنى
عصيَّاً في تجلّيه على التعريف
يسكن في مقامي
أو يسقسق في منامي
نازلاً بي صوب ما يُبقي اليقين منازلي
هوذا النديُّ أو الأتيُّ أو النقيُّ
يطل كالأعجوبة القصوى
لعله مقتضى الإسراء بالذاتيّ
أرقبه يحط على يديَّ
وتارة يمضي براحته
وتارة يجلو بساحته
فأمضي طوعَ بدعته
وأسكنُني إليَّ
يفيض ساعتَه عليّ
***
هوذا الطليق بشكله
هو ذا العريق بلونه
هو ذا الدقيق بطعمه
هوذا الشهي بسرّه
الظل !
اسم لا يُسمّى بل يُسمّي
لا حدود لخطوه
الظل نصُّ إذ يهز شباك معناه
والظل عنوانٌ لمبناه
لا شيء يشبهه نهائياً
فريد وجوده
يأتي إليه الشيء طفلاً
كي يعلّمه الصعود بعطره
لا شيء يفتح بابه
يهب الطريق مداره
لا سور يمنعه من التحليق أو
لا صوت يعلو نبضه
هوذا أراه كاسمه
يهب الكلام علامةً
أو حين يبتكر الجنون لنصه
أو حين يخرج باليقين إلى الهواء
لكي يعانق وجهه
أو كي يسائل وقْعه
أو كي يراجع ما بناه في مداه
كي يهذّب موجه
الظلّ !
يا للظل فخر النص إذ يمضي بكل جهاته
الظل !
يا للظل ذخْر الروح إذ يشدو على شرفاته
الظل !
يا الظل إطلال على كلماته
***
الظل إيقاع بلا وتر
يهيب بسرّه أن يستفيق
بصوته المرنان
إذ يحنو على حجر
فيُخرجه إليه عاشقاً
والظل أجناس وأعراق
حذار من الظل المداهن إذ يزكّي فتنة
وحذار من ظلٍّ يؤانس كثرة
ليميّع الأصل العميق
ويصطفي وهماً ينافس أصلَه
الظل صنو خديعة
إذ يرتقي كتف الحقيقة
فيسفح اسمها
الظل سبْر للمعاني
إن أردتم دقة
الظل أفقٌ للطريق إلى لقاء ٍ بغتةً
الظل ملهاة لمن يلهو بوارد ظله
الظل مأساة لمن يغفو على وقت ٍ
ويوقِف نهره
الظل مشتبَه الهوية
امتحان مستدام
كل نص بضعةٌ منه تباعاً
كبرياءٌ أو عماء
أو خروج بالمحال إلى صفاء وجوده
الظل جمعٌ لا يفرَّد كي يحلّق بالتعدد
أو يقود إلى التبدد
كي يكون نظير جوهره
ويمنح نصَّه شرف البقاءْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى