رسائل الأدباء رسائل ألبير كامو إلى ماريا كازاريس - الرسالة (10) - ترجمة: سعيد بوخليط

(الأربعاء 12يوليو 1944

ماريا حبيبتي،

أتشوق دائما لحضوركِ غدا رفقة بيير غاليمار. مع ذلك إن لم يحدث الأمر فعلى الأقل أريد أن تتسلمي هذه الرسالة وتعرفين مكان تواجدي. أرجوكِ أن تأتي وتدركي حاجتي إليكِ. حتى خارج إطار حبنا،يعتبر حضوركِ ضروريا بالنسبة إلي في هذه الفترة. أنا جد متذمر، على جميع المستويات، إنه اعتراف يكلفني حين التصريح به.

يمكنني أن ألتمس منكِ التفكير في حسراتنا، إذا حدث لي أمر ما ، ثم تركنا هذه الأيام تتوارى. فالفترة غامضة جدا، ونجهل تماما الأيام القادمة. كل تلك الساعات التي مضت، نفكر فيها حاليا بالدموع والغضب. أيضا، أكابد أزمة وأعيش شكوكا لم أعرف مثيلا لها منذ سنوات. لذا يبدو لي طبيعيا المناداة عليكِ، ولاأشعر بالخجل جراء ذلك. لاتتركي هذا النداء دون جواب، حينذاك سأشعر حقا بالخزي.

أحس بالوحدة والخواء، لقد أمضيتٌ يومين أو ثلاثة فظيعة. علاوة على ذلك،أنا مضطر كي أبذل هنا مجهودات كبيرة قصد مساعدة هذين المجنونين اللذين نعشقهما معا ( أعلم بأن جانين أحاطتكِ علما بكل شيء). صارت حيثيات الوضع شاقة جدا، وبالنسبة إلي، أنا من يؤدي سلفا ثمن كل هذه الشهور حيث أمضيتُ حياة أعجز بخصوصها أن أصيغ لكِ فكرة صائبة، فقد صار كل شيء أكثر صعوبة. فلتأت عزيزتي، أرجوكِ، بأقصى سرعة ممكنة. التلهف لرؤيتكِ، تحول حاليا إلى هوس. يبدو أني لا أطمع حاليا سوى في القليل من السعادة الحقيقية ثم يمكنني لمسها. لحظتها يضمحل ماتبقى.

إلى اللقاء،حبيبتي. أعتقد بأني لن أكتب لكِ أي شيء بعد هذه الكلمات، أحس بقلبي جافا جدا.أحضنكِ بكل روحي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى