جعفر الديري - مبارك الخاطر المؤرخ المجدد

مضى 18 عاماً، على وفاة المؤرخ والأديب البحريني مبارك راشد جاسم الخاطر، المعروف بمبارك الخاطر. ابن البحرين البار، من ولد في 1935 وكانت وفاته في 2001 ، بعد أن خلف عدداً من الدراسات والتحقيقات المهمة، إلى جانب دواوين شعرية دلت على امتلاكه ناصية البحث والتأليف والنظم والإبداع الشعري.
ولد الخاطر في مدينة المحرق، وتوفي في مدينة الرفاع. وكان عضواً في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالبحرين، كما كان عضو مجلس الأوقاف السنية، وعضواً في اتحاد المؤرخين العرب، وكذلك كان عضواً في جمعية الإصلاح، وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وعضو جمعية تاريخ وآثار البحرين.
حصل الخاطر على جوائز عدة وأوسمة وشهادات تقدير منها: «جائزة الدولة التقديرية في الأدب والإنتاج الفكري»، «جائزة الدولة للعمل الوطني» العام 1992، و»وسام المؤرخ العربي من اتحاد المؤرخين العرب» العام 1987.
من أهم أعمال الخاطر المطبوعة والمخطوطة: «نابغة البحرين عبدالله الزايد» - 1972، «القاضي الرئيس قاسم بن مهزع»، - 1975، «الكتابات الأولى الحديثة لمثقفي البحرين»، - 1978، «المنتدى الإسلامي»، - 1981، «الأديب ناصر الخيري»، - «المعمرون الثلاثة» - 1989، «ديوان عبدالله الزائد» - 1996، «المؤسسات الثقافية الأولى في البحرين» - 1997، «رجل ومولد قرن» - 1997، «مبارك سيف الناخي (المراسلات)» - 2000، «مضبطة المشروع الأول للتعليم الحديث في البحرين» - 2000، «بواكير العلاقة الثقافية والتعليمية بين بلاد الشام والخليج العربـي» - 1900 - 1950، «مقدمــــة في تاريخ التعليم في البحرين»، «مقدمة في تاريخ البلديات في البحرين» - 1918 - 1984، «مقدمة في تاريخ الصحة في البحرين» - 1894 - 1984، «مفهوم العمل لدى سمو الشيخ زايد»، «مفهوم اصطلاحي جديد للتراث الأهلي»، وله أعمال مخطوطة.
شارك الخاطر في العديد من المؤتمرات والمهرجانات الأدبية والعلمية منها: مؤتمر الشباب العالمي الإسلامي الذي انعقد في ليبيا العام 1974، ومؤتمر الدراسات التاريخية للخليج الذي انعقد في أبوظبي العام 1979، ومؤتمر السيرة النبوية الذي انعقد في الدوحة العام 1979، ومؤتمر الدعوة والدعاة الأول بالمدينة المنورة، والحلقة العالمية الرابعة لدراسات الخليج - مارس العام 1981، ومهرجان الشعر العربي في دول الخليج العربية الذي انعقد في الرياض العام 1988.
ونقرأ في معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين أن الخاطر كان شاعراً مجدداً، وله ديوانان مطبوعان: «أحاديث سمك» - مكتبة وهبة - القاهرة 1999، و»الصك» - مكتبة وهبة - القاهرة 2001، وله مجموع شعري مخطوط بعنوان: «شيئاً من الإصغاء يا سادة».
في شعر الخاطر نزعات تأملية واستبصار لما في الحياة من معانٍ وجدانية، على نحو ما نجد في قصيدته «يكفيني يا عمر» التي يستلهم فيها المأثور الشهير «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً»، كما تأتي قصيدته «صك» صريحة في هجوها لصور العبودية، وغير ذلك. له أبيات طريفة نظمها في امرأة أرسلت له ورداً في مشفاه، تسيطر فكرة القصيدة على حركتها ولغتها فيقل فيها المعنى الشعري، وتنزع إلى التحليل والمباشرة ومراجعة الأفكار الشائعة والمغلوطة في لغة سلسة وتراكيب بسيطة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى