د. زياد الحكيم – تعزيز احترام الذات عند الطفل

احترام الذات مفتاح أساسي من مفاتيح النجاح في الحياة. وتطوير صورة إيجابية للذات على جانب كبير من الأهمية لتحقيق النجاح والسعادة في حياتنا وحياة أطفالنا.

واحترام الذات هو شعور يضبط السلوك ويحدده. والطفل الذي يتمتع بمستوى عال من احترام الذات يستطيع أن:
- يتصرف باستقلالية
- يتحمل المسؤولية
- يفتخر بإنجازاته
- يحاول مواجهة تحديات جديدة
- يتعامل بنجاح مع العواطف الإيجابية والسلبية
- يقدم المساعدة للآخرين

أما الطفل الذي يتمتع بمستوى متدن من احترام الذات فإنه:
- يتجنب التجديد والتجريب
- يشعر بأنه غير محبوب وغير مرغوب فيه
- يلوم الآخرين ويحملهم مسؤولية أخطائه
- يشعر أو يتظاهر بأنه يشعر بعدم الاهتمام وعدم المبالاة
- لا يستطيع تحمل قدر معقول من الإحباطات
- يستخف بمهاراته وقدراته
- يتأثر بعمق بكل ما يقال له وعنه

وبإمكان الأهل أكثر من غيرهم تحسين صورة الطفل في نفسه وتعزيز احترامه لذاته. في أغلب الأحيان يسارع الأهل إلى التعبير عن مشاعر سالبة إزاء ما يفعله الطفل وقلما يعبرون عن استحسان أو إعجاب. ولا يعرف الطفل متى يشعر الأهل بالرضى إذا لم يعبروا عن الرضى بأنفسهم. ويتذكرالطفل العبارات الجميلة التي يسمعها من الأهل عندما يعبرون عن إعجابهم به ويردد هذه العبارات بينه وبين نفسه. حاول أن تعطي طفلك كلمات تشجيعية كل يوم ودرب نفسك على ذلك.

كن كريمًا في إغداق الثناء على طفلك. استعمل ما يسمى بالثناء الوصفي ليعرف الطفل أنه يعمل ما هو صحيح أو يعرض مهارة محترمة. فإذا نظف الطفل غرفته بإمكانك أن تقول: "أحسنت... أنا في الحقيقة معجب بالطريقة التي تنظم بها كتبك ودفاترك في غرفتك. وجدت مكانًا لكل شيء، ووضعت كل شيء في المكان المناسب... هذا يساعدك في الوصول الى الكتاب الذي تريد دون إنفاق كثير من الوقت والجهد"، وإذا سمعت الطفل يعزف على آلة موسيقية بإمكانك أن تقول له: "عزفك لهذه القطعة الموسيقية بالغ الجودة. إنك تتمتع بموهبة موسيقية محترمة"، ولا تتردد في التعبير عن الثناء على طفلك أمام الأهل والأصدقاء، واستعمل الثناء للإشارة إلى خصائص شخصية بارزة عند الطفل: "أنت شخص لطيف حقًا وكريم أيضًا. مساعدتك للفقراء أمر يستحق التقدير." وبإمكانك أن تثني على الطفل لشيء لم يفعله: "احترمت تفهمك أمس عندما لم أوافق على شرائك قلمًا جديدًا دون أن تشعر بالغضب."

شجع الطفل على الحديث بشكل إيجابي عن نفسه. فالحديث مع النفس مهم جدًا في كل ما نفعله كل يوم. ويقول علماء النفس إن الحديث السلبي مع النفس يقف وراء الاحساس بالاكتئاب والقلق. وما نفكر فيه يحدد ما نشعر به، وما نشعر به يحدد سلوكنا ويضبطه. لذلك من المهم أن نعلم الاطفال أن يكونوا إيجابيين عندما يتحدثون إلى أنفسهم وعن أنفسهم كأن يقولوا مثلاً: "عندي هذه المشكلة... ولكن بإمكاني أن أواصل المحاولة من أجل التوصل الى حل" أو "خسر فريقنا المباراة اليوم... لا بأس. لقد حاولنا كل ما نستطيع. وليس بالإمكان أن نفوز في كل مرة" أو "أشعر بالراحة عندما أقدم المساعدة للآخرين حتى عندما لا يشكرونني على ما أقدمه".

تجنّب انتقاد الطفل انتقادًا يأخذ شكل التوبيخ أو الاستهزاء. أحيانا من الضروري أن ينتقد الأهل الطفل ولكن عندما يوجه النقد إلى شخص الطفل وليس إلى ما فعله يأخذ النقد شكل التوبيخ والإساءة لشخصه. تقول الأم مثلاً: "أحب أن ترتب ملابسك في أدراجك وأن لا تتركها متناثرة هنا وهناك في الغرفة". ويجب أن تتجنب أن تقول له: "لم أر في حياتي ولدًا مستهترًا كسولاً مثلك. ألا تستطيع أن ترتب ملابسك بنفسك؟"

وفي ما يلي توجيهات إضافية لتشكيل صورة إيجابية للطفل في نفسه:

- لنعلم الطفل أنه ليس من الممكن أن يملك كل شيء يريده وليس من داع للغضب إذا لم يحصل على ما يريد. لنعلمه بالمثال كيف يحقق السيطرة على مشاعر الغضب إذا لم يحصل على ما يريد.

- لنعلم الطفل أن يطلب ما يريده بقوة ووضوح مع الإشارة إلى أنه ليس ثمة من ضمان أنه سيحصل عليه.

- لنعلم الطفل أنه هو المسؤول عن مشاعره، وأنه ليس مسؤولاً عن مشاعرغيره. يجب أن لا نحمل الطفل المسؤولية عما نشعر به.

- لنشجع الطفل على اكتساب اهتمامات وتطوير هوايات تمنحه المتعة والإحساس بالاستقلال.

- لندع الطفل يحل مشكلاته مع رفاقه بنفسه.

- لنساعد الطفل على التفكير بخيارات بديلة وليس الاعتماد على خيار واحد في كل مساعيه. فالطفل الذي له صديق واحد ويخسر هذا الصديق فإنه سيبقى دون صديق. أما الطفل الذي له عدد من الأصدقاء ويخسر صديقًا فإنه سيبقى له عدد من الأصدقاء. وهذا المبدأ صحيح في مجالات مختلفة. وكلما ساعدنا الطفل على إدراك ضرورة أن يكون له عدة خيارات في كل حالة زدنا إمكانية التحقق لديه.

- لنضحك مع أطفالنا ولنشجعهم على الضحك معنا والضحك من أنفسهم. فالشخص الجاد أكثر مما يجب يفقد فرصًا كثيرة للتمتع بالحياة. والحس الفكاهي والقدرة على استقبال ما تأتي به الحياة بروح رياضية من المقومات المهمة لعيش حياة طيبة وممتعة.


[email protected]
لندن - بريطانيا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى