التيجاني يوسف بشير - فجرٌ في صحراء.. شعر

إملأِ الرُّوح من سناً قُدُسيِّ ... مبهَمٍ كالرُّؤى وَديعٍ رَضِيِّ
قمريّ كأنما سَكَبَ البَدْ ... رُ عليه من فيضهِ القَمرِيِّ
وَاغْمِرِ القَلْبَ في مُفاضٍ من الفْج ... ر وضيءٍ جَمِّ النَّدَى عبقرِيِّ
يَثِبُ الحُلْمُ حَوْلَ مَشْرَعِهِ السَّا ... جي وَيجري مع الضُّحى في أتيِّ
كم تَظَلُّ الرؤى به شارِعاتٍ ... في يَنابيعَ من جلالٍ ندِيِّ
يتلفَّفْنَ في جوانحَ بَيضا ... َء وَيَسحبْنَ من رِداء وضِيِّ
ويحومن سوما باسمات ... يتخففن من هموم العشي
ساحبَاتٍ على الكَنهوَرِ أصباَ ... غاً رقاقاً من واضحٍ وخفيِّ
ناسجاتٍ شَفَائفَ الأفُقِ الزَّا ... هِي بُروداً على الصباحِ السَّنيِّ
ذاب في الأفْقِ رافقاً فوق هامِ ال ... بيدِ يَهْمي على تُرى بدويِّ
يغسل النوْمَ من مضاجعٍ رُعيا ... نِ الصَّحاري ومضربِ القَرَوِيِّ
عجباً للجلالِ والحُسنِ ماجا ... في إطارَينِ فاتِرِ وقويِّ
ينسُجانِ الهوى من الفجر بُرْداً ... عُلُويَّا لشاعرٍ علويِّ
صَاحَ منْ رُوحهِ وكبَّرَ في أع ... مَاقِ دُنيَاهُ صَارِخاً كالصبيِّ
أفَهذَا الجَمَالُ يا رَبّ، هذَا الس ... حرُ، منْ أجلِ ذَلكَ الآدَميِّ؟

أم درمان - السودان
التيجاني يوسف بشير


مجلة الرسالة - العدد 96
بتاريخ: 06 - 05 - 1935

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى