خير الدين الزِّرِكْلي - أنت يا شمس.. شعر

أنت يا شمس علة العلل ... لحت تحيين ميت الأمل
حجبتك الغيوم عن ملأ ... بات لما صددت في خبل
عشقت الغيوم بازغة ... تذرين الأقمار في خجل
ترسلين الشعاع مبتسماً ... يتجلى كالوحي للرصل
وتشدين في السماء ضحى ... دولة تلك ربة الدول
دولة النور لا ظلام بها ... أنت كؤنتها من من الشعل
تدخلين الكوى بلا وجل ... وتنيرين ممظلم السبيل
وتزورين عاشقيك فما ... إن تواريك خشة الملل
كلما أشرق النهار بدا ... منك وجه يرام بالقبل
تتمشين غير جازعة ... في فسيح الفضاء في مهل
تبهرين الأبصار طالعة ... تتردّين أبهج الحلل
حبذا أنت من محبّبة ... لقلوب الرائين والمقل
ليت كف الهجران قد رقيت ... منك بعد الصدوه بالشلل
ما عهدناك تعرضين قلى ... لحت يا شمس ربة البخل
لا نطيق البعاد فاقتربي ... من كثيب يهواك أو طلل
كيف يرضى الفؤاد منك نوى ... عنه والهجر غير محتمل
إن ترومي عن أرضنابدلاً ... لم نرم نحن عنك من بدل
للسماء بكاء من حزن ... إن تغيبي والشيب للجبل
تتعرى الغصون نادبة ... ويبات النبات في وجن
وتمور البحور لاطمة ... ما تعالى من شامخ القلل
أشرقي يا ذكاء لا تدعي ... عامل اليأس منك ذا عمل
قد صبونا إليك لا قتلت ... ملة الصابئين في الملل
ما ترين القلوب تخفق من ... حسرات الأصطبار يلي
ما ترين الأطيار صامتة ... عن بديع التغريد في شغل
مذ تناءيت عن مرابعنا ... حلها البؤس غير مرتحل
يا حياة النفوس لا تذري ... عالم الأرض ضيق الأجل
ما بدا نورك البهيج به ... فهو في مأمن من العلل
ما لحبل الصدود متصلاً ... بعد أن كان غير متصل
وحجاب السحاب منسدلا ... ًبعد أن كان غير منسدل
إبسمي يا ذكاء واطرحي ... بعض هذا الملام والعذل
حنت النفس للربيع هوى ... وانتشاق النسيم ذي البلل
وصغير العصفور منطلقا ... ًوثغاء الخروف والحمل
وأرى القلب للرياض صبا ... ونشيد النسيب والغزل
بك يا شمس ذال كل شجى ... وتولى الأسى على عجل

دمشق -

خير الدين الزركلي


مجلة المقتبس - العدد 95
بتاريخ: 1 - 12 - 1914

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى