يوسف طرومپدور - هؤلاء الشّيوعيّون..

وثَمَّ أشياء أخرى في الظّلام.
حتّى يكونَ الشّخصُ لصَمْتِه
بين سائرِ المُنْهَكين الّذين بقوا على قيد الحياة، بالصّدفة.
هناكَ سَيَرتاحُ، بالثّياب والنّعال.
هناكَ سَيَرتاحُ، كما النّهاية السّعيدة.

هؤلاء الّذين وصلوا إلى مكانٍ لم يُهدّد بعدُ حياتَهم
طلبوا ماءً وسيكارةً، رَمَقًا لِنُفُوسهم.
بالكادِ تَكَلّمنا هناك.

غالبيّةُ الوُعود ذَهَبَتْ هَباءً، بقيت من ورائنا
كما بقايا عَتادٍ تشيرُ إلى طريق الهزيمة.

والموتى. ساروا على طريق الموتى،
إذْ، ماذا سيفعلون في موتهم.
فوقَ التّلّة تَهُبُّ ريحُ الموتى،
الرّاضين بعدالة قضيّتهم.

عرفنا منذُ زمنٍ، لَنْ تُعطى لنا بُشْرَى مهما كانت.
ليسَ الآنَ، ليس في الأيّام الأخرى.
ما أسوأَ ما كان في تلك؟ فَكّرْنا عندَ أقدام الجبل.

فقط الأغاني الّتي غنّيناها، الّتي لا أحلى ولا أجمل منها،
استمرّت بدوننا تُداوي أَسَى العالَم.


من مجموعة: قصائد متأخّرة معرض الشّرق



طرومپدور - هو يوسف طرومپدور، ولد في روسيا سنة 1880 وخدم في الجيش الرّوسي وشارك في الحرب الروسية اليابانية. كان الضابط اليهودي الأوّل في جيش القيصر الرّوسي. في العام 1912 هاجر إلى فلسطين، وفي العام 1915 اضطر إلى مغادرة البلاد فذهب إلى الإسكندريّة، وهناك أنشأ مع زئيڤ جابوتنسكي "الكتيبة العبريّة"، فأُرسل من قبل البريطانيين إلى چاليبولي. عاد إلى روسيا في 1917، وبعد عامين رجع إلى فلسطين وقتل في الجليل الأعلى عند الاستيلاء على تل-حاي. حركة "بيتار" مسمّاة باسمه: بريت ترومبلدور، أي: عهد ترومبلدور.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى