إيتان كلينسكي - قصائد.. ترجمة : قاروق مواسي

إلهي

(قصيدة هي رد على اليمين الواهم في إسرائيل الذي يجرنا إلى حرب دينية على جبل الهيكل إزاء إصرار الشعب الفلسطيني على تأسيس دولة مستقلة. ومع الأسف فإن حكومة إسرائيل تتبع اليمين في هلوسته وهو يتجه إلى جعل الصراع القومي صراعَ أديان)

****

إلهي لم يطلب
بيتًا(1) على جبل الهيكل
لا عارضة الباب ولا بابًا
ولا بلاطة على أرضية مبلطة
ولا قرميد سطح
إلهي طلب
أساسًا وسقيفة
لجبل القلوب الذي يُـنشد
"أحبب لأخيك كما تحب لنفسك" (2)
لأن هذه هي كل التوراة
بكلمة واحدة
"وأحبوا الغريب النزيل بينكم" (3)
وهذه هي كل البيت
على جبل الهيكل
إلهي هو الحافظ القوي
وزع شرائح خبز الحياة
إدامها النعمة

ليس لي حصة وملكية
من هذا الإله- "إله الجنود"(4) العظيم المخيف
الذي يطبع من المنجل رمحًا وكل سكة سيفًا.
...................................
ملاحظات على النص:
(1) المقصود في البيت= المعبد
(2) سفر اللاويين إصحاح 19, 18.
(3)– سفر التثنية- إصحاح 10, 19.
(4) من أسماء الله في التوراة إله الجنود – إله القوة، والشاعر يرفض هذا الاسم، بل استخدم اسم (شداي= الإله القوي الحافظ).


* يلاحظ القارئ أن المعنى هو عكسي لما دعا إليه إشعياء في نبوءته "فيطبعونسيوفهم سككًاورماحهممناجل،لا ترفع أمة على أمة سيفًا،ولا يتعلمون الحرب في ما بعد"


***

2- معلم للغة عبرية مهزومة

ثلاثون سنة
أنا معلم للغة العبرية
زيّـنـتُ لغة تلاميذي وأبنائي
بالتفاح
تكون منطلقةً من أفواههم متعلقة
كما في مصوغةٍ فضية
حيث أن كلماتِهم مقولة في محلها**
ثلاثون سنة
أنا معلم للغة العبرية
زيّـنـت لغة تلاميذي وأبنائي
بخواطر لسان الرابي زلمان ملادي***
اللغة- قلم القلب
الشعر- قلم الروح.
ثلاثون يومًا
في أزقة نابلس وجنين
تراجعت للوراء
كل زخرفات لغتي
من بعيد توقفت
أقلامُ القلب فشلت في كل زاوية شارع
وأقلام الروح لم تستطع الحضور.
في نابلس وفي جنين
أنا معلم مهزوم
للغة عبرية مهزومـــة
اليوم
أنا معلم للغة عبرية مهزومـــة
أوتارها مُزّقــتْ في قصبة نابلس
وعزفها المثقوب المثير للقشعريرة
يفلت من ثقوبها الكثيرة:
عربي نتِــن... يا خَـر....يا مَـنْــ!

.........................................................
** هذه الجملة واردة في سفر الأمثال: "تفاح من ذهب في مصوغ من فضة- كلمة مقولة في محلها" (25، 11).
والجملة هذه كثيرًا ما يوردها كل (راب)، وهو يشدد على مريديه أن يجعلوا العبرية فصيحة وكأنها مصوغة (تحفة) فضية على ألسنتهم، وأن تكون كل كلمة في محلها. وقد أكثرت (المشنا) من ترديدها، والشاعر يفيد من هذا النص التوراتي ليدلنا على حرصه على الحفاظ على العبرية النقية، فإذا به يكون شاهدًا على لغة قذرة يطلقها جنود الاحتلال من شوارع المدن الفلسطينية .
*** الراب شنيئور زلمان ملادي (1745- 1812) مؤسس الطائفة الدينية (حباد) المعتمدة على الحكمة والمعرفة، وأفكاره إنسانية منفتحة.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إيلان كلينسكي:
عمل معلمًا للغة العبرية، وكان مديرًا لمدرسة.
هذه القصيدة من المجموعة العبرية التي تحمل اسم القصيدة، وقد صدرت سنة 1989 عن سفريات هبوعليم، وهي من إعداد الشاعر نتان يونتان.

* له مجموعتان شعريتان أخريان هما:
- وكانوا واحدًا في يدي - إصدار عتون 77- 2007
- قصائد الحاجز - صدر عن مجلة (عتون 77) - 2008.
الشاعر عضو في الحزب الشيوعي الإسرائيلي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى