دراسات في التراث ابن دريد - مقصورة ابن دريد.. ( يا ظَبيَةً أَشبَه شَيءٍ بِالمَها )

يا ظَبيَةً أَشبَه شَيءٍ بِالمَها = تَرعى الخُزامى بَينَ أَشجارِ النَقا
إِمّا تَرَي رَأسِيَ حاكي لَونُهُ = طُرَّةَ صُبحٍ تَحتَ أَذيالِ الدُجى
وَاِشتَعَلَ المُبيَضُّ في مُسوَدِّهِ = مِثلَ اِشتِعالِ النارِ في جَزلِ الغَضى
فَكانَ كَاللَيلِ البَهيمِ حَلَّ في = أَرجائِهِ ضَوءُ صَباحٍ فَاِنجَلى
وَغاضَ ماءَ شِرَّتي دَهرٌ رَمى = خَواطِرَ القَلبِ بِتَبريحِ الجَوى
وَآضَ رَوضُ اللَهوِ يَبساً ذاوِياً = مِن بَعدِ ما قَد كانَ مَجّاجَ الثَرى
وَضَرَّمَ النَأيُ المُشِتُّ جَذوَةً = ما تَأتَلي تَسفَعُ أَثناءَ الحَشا
وَاِتَّخَذَ التَسهيدُ عَيني مَألَفاً = لَمّا جفا أَجفانَها طَيفُ الكَرى
فَكُلُّ ما لاقَيتُهُ مُغتَفَرٌ = في جَنبِ ما أَسأَرَهُ شَحطُ النَوى
لَو لابَسَ الصَخرَ الأَصَمَّ بَعضُ ما = يَلقاهُ قَلبي فَضَّ أَصلادَ الصَفا
إِذا ذَوى الغُصنُ الرَطيبُ فَاِعلَمَن = أَنَّ قُصاراهُ نَفاذٌ وَتَوى
شَجيتُ لا بَل أَجرَضَتني غُصَّةٌ = عَنودُها أَقتَلُ لي مِنَ الشَجى
إِن يَحم عَن عَيني البُكا تَجَلُّدي = فَالقَلبُ مَوقوفٌ عَلى سُبلِ البُكا
لَو كانَتِ الأَحلامُ ناجَتني بِما = أَلقاهُ يقظانَ لأَصماني الرَدى
مَنزلةٌ مَا خِلتها يَرضى بِها = لِنَفسِهِ ذو أرَبٍ وَلا حِجى
شيمُ سَحابٍ خُلَّبٍ بارِقُهُ = وَمَوقِفٌ بَينَ اِرتِجاءٍ وَمُنى
في كُلِّ يَومٍ مَنزِلٌ مُستَوبلٌ = يَشتَفُّ ماءَ مُهجَتي أَو مُجتَوى
ما خِلتُ أَنَّ الدَهرَ يُثنيني عَلى = ضَرّاءَ لا يَرضى بِها ضَبُّ الكُدى
أُرَمِّقُ العَيشَ عَلى بَرصٍ فَإِن = رُمتُ اِرتِشافاً رُمتُ صَعبَ المُنتَهى
أَراجِعٌ لي الدَهرُ حَولاً كامِلاً = إِلى الَّذي عَوَّدَ أَم لا يُرتَجى
يا دَهرُ إِن لَم تَكُ عُتبى فَاِتَّئِد = فَإِنَّ إِروادَكَ وَالعُتبى سَوا
رَفِّه عَلَيَّ طالَما أَنصَبتَني = وَاِستَبقِ بَعضَ ماءِ غُصنٍ مُلتَحى
لا تَحسبَن يا دَهرُ أَنّي جازِعٌ = لِنَكبَةٍ تُعرِقُني عرقَ المُدى
مارَستُ مَن لَو هَوَتِ الأَفلاكُ مِن = جَوانِبِ الجَوِّ عَلَيهِ ما شَكا
وَعَدَّ لَو كانَت لَهُ الدُنيا بِما = فيها فَزالَت عَنهُ دُنياهُ سوا
لَكِنَّها نَفثَةَ مَصدورٍ إِذا = جاشَ لُغامٌ مِن نَواحيها عمى
رَضيتُ قَسراً وَعَلى القسرِ رِضى = مَن كانَ ذا سُخطٍ عَلى صرفِ القضا
إِنَّ الجَديدَينِ إِذا ما اِستَولَيا = عَلى جَديدٍ أَدنياهُ لِلبِلى
ما كُنتُ أَدري وَالزَمانُ مولَعٌ = بِشَتِّ مَلمومٍ وَتَنكيثِ قُوى
أَنَّ القَضاءَ قاذِفي في هُوَّةٍ = لا تَستَبِلُّ نَفس مَن فيها هوى
فَإِن عَثرتُ بَعدَها إِن وَأَلَت = نَفسِيَ مِن هاتا فَقولا لا لعا
وَإِن تَكُن مُدَّتُها مَوصولَةً = بِالحَتفِ سَلَّطتُ الأُسا عَلى الأَسى
إِنَّ اِمرأَ القَيسِ جَرى إِلى مَدى = فَاِعتاقَهُ حِمامُهُ دونَ المَدى
وَخامَرَت نَفسُ أَبي الجَبرِ الجَوى = حَتّى حَواهُ الحَتفُ فيمَن قَد حَوى
وَاِبنُ الأَشَجِّ القَيلُ ساقَ نَفسَهُ = إِلى الرَدى حِذارَ إِشماتِ العِدى
وَاِختَرَمَ الوَضّاحَ مِن دونِ الَّتي = أَمَّلَها سَيفُ الحِمامِ المُنتَضى
وَقَد سَما قَبلي يَزيدٌ طالِباً = شَأوَ العُلى فَما وَهى وَلا وَنى
فَاِعتَرَضَت دونَ الَّذي رامَ وَقَد = جَدَّ بِهِ الجِدُّ اللُهَيمُ الأُرَبى
هَل أَنا بِدعٌ مِن عَرانين عُلىً = جارَ عَلَيهِم صَرفُ دَهرٍ وَاِعتَدى
فَإِن أَنالَتني المَقاديرُ الَّذي = أَكيدُهُ لَم آلُ في رَأبِ الثَأى
وَقَد سَما عَمرٌو إِلى أَوتارِهِ = فَاِحتَطَّ مِنها كُلَّ عالي المُستَمى
فَاِستَنزَلَ الزَبّاءَ قَسراً وَهيَ مِن = عُقابِ لَوحِ الجَوِّ أَعلى مُنتَمى
وَسَيفٌ اِستَعلَت بِهِ هِمَّتُهُ = حَتّى رَمى أَبعَدَ شَأوِ المُرتَمى
فَجَرَّعَ الأُحبوشَ سُمّاً ناقِعاً = وَاِحتَلَّ مِن غمدانَ مِحرابَ الدُمى
ثُمَّ اِبنُ هِندٍ باشَرَت نيرانُهُ = يَومَ أُوارات تَميماً بِالصلى
ما اِعتَنَّ لي يَأسٌ يُناجي هِمَّتي = إِلّا تَحَدّاهُ رَجاءٌ فَاِكتَمى
أَلِيَّةً بِاليَعمُلاتِ يَرتَمي = بِها النجاءُ بَينَ أَجوازِ الفَلا
خوصٌ كَأَشباحِ الحَنايا ضُمَّر = يَرعَفنَ بِالأَمشاجِ مِن جَذبِ البُرى
يَرسُبنَ في بَحرِ الدُجى وَبِالضحى = يَطفونَ في الآلِ إِذا الآلُ طَفا
أَخفافُهُنَّ مِن حَفاً وَمِن وَجى = مَرثومَةٌ تَخضبُ مُبيَضَّ الحَصى
يَحمِلنَ كُلَّ شاحِبٍ مُحقَوقفٍ = مِن طولِ تدآبِ الغُدُوِّ وَالسُرى
بَرٍّ بَرى طولُ الطَوى جُثمانَهُ = فَهوَ كَقَدحِ النَبعِ مَحنِيُّ القَرا
يَنوي الَّتي فَضَّلَها ربُّ العُلى = لَمّا دَحا تُربَتَها عَلى البُنى
حَتّى إِذا قابَلَها اِستَعبَرَ لا = يَملِكُ دَمعَ العَينِ مِن حَيثُ جَرى
فَأوجَبَ الحَجَّ وثَنّى عمرةً = مِن بَعدِ ما عَجَّ وَلَبّى وَدَعا
ثُمَّتَ طافَ وَاِنثَنى مُستَلِماً = ثُمَّتَ جاءَ المَروَتَينِ فَسَعى
ثُمَّتَ راحَ في المُلَبّينَ إِلى = حَيثُ تَحَجّى المَأزمانِ وَمِنى
ثُمَّ أَتى التَعريفَ يَقرو مُخبِتاً = مَواقِفاً بَينَ أُلالٍ فَالنَقا
ثُمَّ أَتى المَشعَرَ يَدعو رَبَّهُ = تَضَرُّعاً وَخُفيَةً حَتّى هَمى
وَاِستَأنَفَ السَبعَ وَسَبعاً بَعدَها = وَالسبعَ ما بَينَ العِقابِ وَالصُوى
وَراحَ لِلتَوديعِ فيمَن راحَ قَد = أَحرَزَ أَجراً وَقَلى هُجرَ اللغا
بَذاكَ أَم بِالخَيلِ تَعدو المَرطى = ناشِزَةً أَكتادها قُبَّ الكُلى
شُعثاً تَعادى كَسَراحينِ الغَضا = مَيلَ الحَماليقِ يُبارينَ الشَبا
يَحمِلنَ كُلّ شمَّرِيٍّ باسِلٍ = شَهمِ الجَنانِ خائِضٍ غَمرَ الوَغى
يَغشى صَلى المَوتِ بِحَدَّيهِ إِذا = كانَ لَظى المَوت كَريهَ المُصطَلى
لَو مُثِّلَ الحَتفُ لَهُ قِرناً لَما = صَدَّتهُ عَنهُ هَيبَةٌ وَلا اِنثَنى
وَلَو حَمى المقدارُ عَنهُ مُهجَةً = لَرامَها أَو يَستَبيحَ ما حَمى
تَغدو المَنايا طائِعاتٍ أَمرَهُ = تَرضى الَّذي يَرضى وَتَأبى ما أَبى
بَل قَسَماً بِالشُمِّ مِن يَعرُبَ هَل = لِمُقسمٍ مِن بَعدِ هَذا مُنتَهى
هُمُ الأُلى إِن فاخَروا قال العُلى = بِفي اِمرِئٍ فاخَرَكُم عَفرُ البَرى
هُمُ الأُلى أَجرَوا يَنابيعَ النَدى = هامِيةً لِمَن عَرى أَو اِعتَفى
هُمُ الَّذينَ دَوَّخوا مَنِ اِنتَخى = وَقَوَّموا من صَعَر وَمَن صَغا
هُمُ الَّذينَ جَرَّعوا مَن ما حلوا = أَفاوِقَ الضَيمِ مُمرّاتِ الحُسا
أَزالُ حَشوَ نَثرَةٍ مَوضونَةٍ = حَتّى أُوارى بَينَ أَثناءِ الجُثى
وَصاحِبايَ صَرِمٌ في مَتنِهِ = مِثل مَدَبِّ النَملِ يَعلو في الرُبى
أَبيَضُ كَالمِلحِ إِذا اِنتَضَيتَهُ = لَم يَلقَ شَيئاً حَدُّهُ إِلّا فَرى
كَأَنَّ بَينَ عَيرِهِ وَغَربِهِ = مُفتَأَداً تَأَكَّلَت فيهِ الجُذى
يُري المَنونَ حينَ تَقفو إِثرَهُ = في ظُلَمِ الأَكبادِ سُبلاً لا تُرى
إِذا هَوى في جُثَّةٍ غادَرَها = مِن بَعدِ ما كانَت خَساً وَهيَ زكا
وَمُشرِفُ الأَقطارِ خاظٍ نَحضُهُ = حابي القُصَيرى جرشَعٌ عَردُ النَسا
قَريبُ ما بَينَ القَطاةِ وَالمطا = بَعيدُ ما بَينَ القَذالِ وَالصَلا
سامي التَليلِ في دَسيعٍ مُفعَمٍ = رَحبُ الذراعِ في أَميناتِ العُجى
رُكِّبنَ في حَواشِب مُكتَنَّةٍ = إِلى نُسورٍ مِثلَ مَلفوظِ النَوى
يَرضَخُ بِالبيدِ الحَصى فَإِن رَقى = إِلى الرُبى أَورى بِها نارَ الحبى
يُديرُ إِعليطَينِ في مَلمومَةٍ = إِلى لَموحَينِ بِأَلحاظِ اللأى
مُداخلُ الخَلقِ رَحيبٌ شَجرُهُ = مُخلَولِقُ الصَهوَةِ مَمسودٌ وَأى
لا صَكَكٌ يشينُهُ وَلا فَجا = وَلا دَخيسٌ واهِنٌ وَلا شَظى
يَجري فَتَكبو الريحُ في غاياتِهِ = حَسرى تَلوذُ بِجَراثيمِ السَحا
لَوِ اِعتَسَفتَ الأَرضَ فَوقَ مَتنِهِ = يَجوبُها ما خِفت أَن يَشكو الوَجى
تَظُنُّهُ وَهوَ يُرى مُحتَجِباً = عَنِ العُيونِ إِن ذَأى وَإِن رَدى
إِذا اِجتَهَدتَ نَظَراً في إِثرِهِ = قُلتَ سَناً أَومَضَ أَو بَرقٌ خَفا
كَأَنَّما الجَوزاءُ في أَرساغِهِ = وَالنَجم في جَبهَتِهِ إِذا بَدا
هُما عتادي الكافِيانِ فَقدَ مَن = أَعدَدتُهُ فَليَنأَ عَنّي مَن نَأى
فَإِن سَمِعت بِرَحىً مَنصوبَة = لِلحَربِ فَاِعلَم أَنَّني قُطبُ الرَحى
وَإِن رَأَيتَ نارَ حَربٍ تَلتَظي = فَاِعلَم بِأَنّي مُسعِرٌ ذاكَ اللَظى
خَيرُ النُفوسِ السائِلاتُ جَهرَةً = عَلى ظُباتِ المُرهَفاتِ وَالقَنا
إِنَّ العِراقَ لَم أُفارِق أَهلَهُ = عَن شَنَآنٍ صَدَّني وَلا قِلى
وَلا اِطَّبى عَينيَّ مُذ فارَقتُهُم = شَيءٌ يَروقُ الطَرفَ مِن هَذا الوَرى
هُم الشَناخيبُ المُنيفاتُ الذُرى = وَالناسُ أَدحالٌ سِواهُم وَهوى
هُمُ البُحورُ زاخِرٌ آذِيُّها = وَالناسُ ضَحضاحٌ ثِغابٌ وَأَضى
إِن كُنتُ أَبصَرتُ لَهُم مِن بَعدِهِم = مِثلاً فَأَغضَيتُ عَلى وَخزِ السَفا
حاشا الأَميرَينِ الَّلذينِ أَوفَدا = عَلَيَّ ظِلّاً مِن نَعيمٍ قَد ضَفا
هُما اللَذانِ أَثبَتا لي أَملاً = قَد وَقَفَ اليَأسُ بِهِ عَلى شَفا
تَلافَيا العَيشَ الَّذي رَنَّقَهُ = صَرفُ الزَمانِ فَاِستَساغَ وَصفا
وَأَجرَيا ماءَ الحَيا لي رَغَداً = فَاِهتَزَّ غُصني بَعدَما كانَ ذوى
هُما اللَذانِ سَمَوا بِناظِري = مِن بَعدِ إِغضائي عَلى لَذعِ القَذى
هُما اللَذانِ عَمَّرا لي جانِباً = مِنَ الرَجاءِ كانَ قِدماً قَد عَفا
وَقَلَّداني مِنَّةً لَو قُرِنَت = بِشُكرِ أَهلِ الأَرضِ عَنِّي ما وَفى
بِالعُشرِ مِن مِعشارِها وَكانَ كَال = حَسوَةِ في آذِيِّ بَحرٍ قَد طَما
إِنَّ اِبنَ ميكالَ الأَمير اِنتاشَني = مِن بَعدِما قَد كُنتُ كَالشَيءِ اللقى
وَمَدَّ ضَبعي أَبو العَبّاسِ مِن = بَعدِ اِنقِباضِ الذَرعِ وَالباعِ الوَزى
ذاكَ الَّذي ما زالَ يَسمو لِلعُلى = بِفِعلِهِ حَتّى عَلا فَوقَ العُلى
لَو كانَ يَرقى أَحَدٌ بِجودِهِ = وَمَجدِهِ إِلى السَماءِ لاِرتَقى
ما إِن أَتى بَحرَ نَداهُ مُعتَفٍ = عَلى أُوارى علمٍ إِلّا اِرتَوى
نَفسي الفِداءُ لِأَميرَيَّ وَمَن = تَحتَ السَماءِ لِأَميرَيَّ الفِدى
لا زالَ شُكري لَهُما مُواصِلاً = لَفظي أَو يَعتاقَني صَرفُ المنى
إِنَّ الأُلى فارَقتُ مِن غَيرِ قِلىً = ما زاغَ قَلبي عَنهُمُ ولا هَفا
لَكِنَّ لي عَزماً إِذا اِمتَطَيتُهُ = لِمُبهَمِ الخَطبِ فَآه فَاِنفَأى
وَلَو أَشاءُ ضَمَّ قُطرَيهِ الصِبا = عَلَيَّ في ظِلّي نَعيمٍ وَغِنى
وَلاعَبَتني غادَةٌ وَهنانَةٌ = تُضني وَفي ترشافِها بُرءُ الضَنى
تَفري بِسَيفِ لَحظِها إِن نَظَرَت = نَظرَةَ غَضبى مِنك أَثناءَ الحَشا
في خَدِّها رَوضٌ مِنَ الوَردِ عَلى الن = نسرينِ بِالأَلحاظِ مِنها يُجتَنى
لَو ناجَتِ الأَعصَمَ لاِنحَطَّ لَها = طَوعَ القِيادِ مِن شَماريخِ الذُرى
أَو صابَتِ القانِتَ في مُخلَولِقٍ = مُستَصعَبِ المَسلَكِ وَعرِ المُرتَقى
أَلهاهُ عَن تَسبيحِهِ وَدينِهِ = تَأنيسُها حَتّى تَراهُ قَد صَبا
كَأَنَّما الصَهباءُ مَقطوبٌ بِها = ماءُ جَنى وَردٍ إِذا اللَيلُ عَسا
يَمتاحُهُ راشِفُ بَردِ ريقِها = بَينَ بَياضِ الظَلمِ مِنها وَاللمى
سَقى العَقيقَ فَالحَزيزَ فَالمَلا = إِلى النُحَيتِ فَالقُرَيّاتِ الدُنى
فَالمِربد الأَعلى الَّذي تَلقى بِهِ = مَصارِعَ الأُسدِ بِأَلحاظِ المَها
مَحَلَّ كُلِّ مُقرِمٍ سَمَت بِهِ = مَآثِرُ الآباءِ في فَرعِ العُلى
مِنَ الأُلى جَوهَرُهُم إِذا اِعتَزَوا = مِن جَوهَرٍ مِنهُ النَبِيُّ المُصطَفى
صَلّى عَلَيهِ اللَهُ ما جَنَّ الدُجى = وَما جَرَت في فَلَكٍ شَمسُ الضُحى
جَونٌ أَعارَتهُ الجَنوبُ جانِباً = مِنها وَواصَت صَوبَهُ يَدُ الصَبا
نَأى يَمانِيّاً فَلَمّا اِنتَشَرَت = أَحضانُهُ وَاِمتَدّ كِسراهُ غَطا
فَجَلَّلَ الأُفقَ فَكُلُّ جانِبٍ = مِنها كَأَن مِن قطرِهِ المُزنُ حَيا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى