دراسات في التراث صريع الدلاء - مقصورة صريع الغواشي

أيسر اسباب الهوى فرط الجوى = يا ويح من يهوى الى بحر الهوى
وطار عقلي حين ابصرتهم = تحت ظلام الليل يطوون السرى
ظللت أبكي أسفا لبينهم = والبين يحدو بهم مع من حدا
كأن قلبي حين زمت عيسهم = تحت مخاليب صقورات الشرا
كان أعلامهم حناجر = تجني لقلبي ألما وما جنى
ناديتهم يا سادتي توقفوا = بقلب موقوف على سبل الضنا
ومدت الأعناق احمالهم = لما حدا الحادي واصغت للندا
ولم أزل أسعى على آثارهم = والبين في إتلاف نفسي قد سعى
وغاب عن عيني أرباب الهوى = وانقطع الحبل وخاب المرتجى
فلو درت مطيهم ما حل بي = بكت علي في الصباح والمسا
يا ليتهم إذ خلفوني لقوما = جادوا بتوديع لصب قد ثوى
لازلت ابكيهم بدمع سائل = فإن مضى الدمع تباكيت الدما
إذ كان قد شطت بهم ديارهم = في قبضة الهم وفي أسر الجوى
ما كان أحلى عيشتي بقرنهم = وما أمر العيش أيام النوى
يا سادة نأوا وقلبي عندهم = مذ غبتم قد غاب عن عيني الكرى
فإن تغب وجوهكم عن ناظري = فذكرهم مستودع طي الحشا
إن كنتم أوليتموني جفوة = اتبعتموها بما لآل ، وقلى
فسوف أسلي عنكم خواطري = بحمق يعجب منه من وعا





***
قلقل أحشائي تباريح الجوى = وبان صبري حين حالفت الأسى
فسوف أسلي عنهم خواطري = بحمق يعجب منه من وعا
وطرف أنظمها مقصورة = إذ كنت قصارا صريعا للدلا
من صفع الناس ولم يدعهم = أن يصفعوه مثله قد اعتدى
من صعد السطح وألقى نفسه = إلى قرار الأرض يوما ارتدى
وليس للبغل إذا لم ينبعث = من الطريق باعث مثل العصا
والذقن شعر في الوجوه نابت = وإنما الدبر الذي تحت الخصى
والجوز لا يؤكل مع قشوره = ويؤكل التمر الجديد باللبا
من طبخ الديك ولا يذبحه = طار من القدر إلى حيث يشا
من دخلت في عينه مسلة = فسله من ساعته كيف العمى
من فاته العلم وأخطاه الغنى = فذاك والكل على حد سوا
من ناطح الكبش يفجر رأسه = وسال من مفرقه شبه الدما
من مازح السبع ولا يعرفه = مازحه السبع مزاحا بجفا
من فاته العلم وأخطاه الغنى = فذاك والكلب على حد سوا
من لم يرد أن تنتقب نعاله = يحملها في كفه إذا مشى
ومن أراد أن يصونَ رجله = فلبسه خيرٌ له من الحفا
من أكل الفحم تسود وجهه = وراح صحن خده مثل الدجى
من مضغ الأحجار أدْمت فكّه = فالضرس لم تُخلق لتليين الحصى
من قطع النخل وظلّ راجياً = ثمارها فذاك مقطوع الرّجا
من أكل الكرش ولا يغسله = سال على شاربه منه الخرا
من شرب المسهل في فعل الدوا = أطال ترداداً إلى بيت الخلا
من صعد السّطح وألقى نفسه = إلى قرار الأرض يوماً ارتدى
وليس للبغل إذا لم ينبعث = من الطريق باعث مثل العصا
والذّقن شعرٌ في الوجوه نابت = وإنما الّدبر التي تحت الخصى
والدرج يلفى بالغشاء ملصقا * والسرج لا يلزق إلا بالغرا
فاستمعوها فهي أولى لكم = من زخرف القول ومن طول المرا


* القصيدة في أكثر من مائة بيت يعارض فيها مقصورة ابن دريد، نجتزئ ما توفر منها على أمل إتمام نسخها كاملة


مطولة قتيل الغواشي محمد بن عبد الواحد القصار (صريع الدلاء- البغدادي) تحقيق ودراسة
View of مطولة قتيل الغواشي محمد بن عبد الواحد القصار (صريع الدلاء- البغدادي) تحقيق ودراسة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى