أدب المناجم القرطبي منصف - في خريبكة.. شعر

كُتبتْ القصيدة بالفوسفات
على رؤوس تسير إلى حيّ ياسيمنة


في اللّيل
ترى قصة قصيرة تمر مسرعة
يلاحقها قارئٌ دمهُ جاهليٌّ
يعشق الفتنة بين السطور
حين يسأم
يسحب قلمه إلى البيت
متدفّقا على الرخام..

في خريبكة
ترى الكراسي مثل المقابر
حين يمر ظلّك
قبالة مقهى المدينة
دون أن تنتبه
أو تدري كيف حدث الأمر؟

في الليل
ترى شارعًا طويلاً
يفضي بك غالبًا
إلى عربات سيزيفية
تدفعها
هياكل عظميّة
لديدان
قالت النشرة
إنّهم أحياء في حياة أخرى..

بين الأزقّة
يبدو الضوء أصفرَ
لكنّ الليل
يجعل الطرقات بلا ملامح
سيما حين ترى أيورا
تلاحق شمسًا
انسلّت من فضيحة النّهار
دون أن تنتبه
لسيّارة فرملت
في الجهة الأخرى من الشارع

في خريبكة
لا تكتبُ القصائد بالمداد
لا بملح الاستعارة
لا ببقايا اللّغة
هي تكتب بعرق العاملين الذين يشربون الفوسفات كل يوم
مبتسمين
غير خائفين
من الفشل
في التسديد
صوب المرمى!



* المغرب.




موقع ك ت ب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى