إبراهيم محمود - جَنَّ الحجَر.. شعر

جنَّ الحجـرْ
واستلَّ من أتون سخطه الشررْ
كي يبعد الأيدي التي
سعت إليه
ثم ما أبقت عليه
صارت المصافحةْ
مسافحةْ
وصاح هل أنتم بشرْ؟
واخجل الجماد منكمُ
واخجلُ الحياة منكم
واخجل الدابة والدود
وواحنق المدرْ
جن الحجرْ
وأعلن الحداد حيث يكتوي جماده
وجنَّ في أعطافه حِداده
وقد تناثرت شظاياه
وأعياه الكدرْ
وقال يا أخوَّة الجماد
ما هذه البلاد
ونحن صرعى خطر ٍ
ونحن في مرمى الخطر
جن الظلام وانشطرْ
جن التراب وانفطر
جن جنونُه الشجرْ
ومد غصنه الجريح
يعلِم الحجرْ
مخاطباً وملؤه الكدر
أن لست وحدك الملاقي للأمَرّْ
أن لست يا شقيقنا
تكابد المفجِع في من ظهروا
باسم البشرْ
قد جن في رحمي الثمرْ
وجن مائي جن كل ما يحيط بي
وما في الجهر ما في المستَتِرْ
جن جنونُها اللغات والسيرْ
جن الخبرْ
مما يذاع
أو يباع
أو يشاع
والكلام جن
جنَّت الصورْ
جن جنونُها اللغات
في مدى حروفها
جن الجنون في الذي
يدور في دنيا البشرْ
هأنذا كشاعر ممزَّق
أبحث في باقي الأثرْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى