علي عبدالقيوم - ما أشبه العشاق بالأنهار والأسرى.. شعر

في آخر الليل الذي أسرى
دلفَ الجنودُ بجثتين إلى الجبّانةِ الكبرى
الجثة الأولى:
جسدٌ نحيلٌ خْلتُه جسدي
فوجدتُه بلدي
لا فرقَ يا مولاي بين النهر والمجرى!
والجثة الأخرى:
جسدٌ نحيل خلته ولدي
فوجدته جسدي
لا فرقَ يا مولاي بين الموت والميلاد والمسرى!

مولايَ يا مولايْ يا بلدي ويا ولدي
يا أنت يا زادي ويا عَضُدي ويا سندي
أسرى بنا عشقٌ لجراحنا أسرى
فاحمِلْ صليبك صاعدًا
متحدِّرا
كالنهر في المجرى
واحمِلْ معي بلدي
متحمّلاً كمدي
يا أنت يا نبْت الجراح الغِرِّ يا ولدي
واملأ عيونك بالأصيلْ
وقد كسا بدمائه أفق الفجيعةِ
مدهشًا ظلماتها
سيفًا أضاء ببرقه ديمومة الذكرى
واشعِلْ ضميرك بالأحزان يا أملي
وحدّثْني
عن لحظةٍ حبلى
حظِيَتْ بأحلام القرونْ
توهَّجت آفاقها
بالمجد والبشرى

يا أنت يا طفلَ الجراح البكْرِ
يالهف المواعيد
توِّجْ فؤادك
- غِبَّ اليأس -
بالإنشادِ
يزحم ساحة العيدِ
لا فرقَ يا مولايَ
بين العاشِقَين الكاظِمَين الوجد والأسرى
فانهضْ فديتك مثل النهر في المجرى
واشبعْ بلادك من أشعارها شِعرا
لا فرقَ يا مولاي بين العاشقين الكاظمين الوجدَ والأسرى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى