إيهاب خليفة - أقاطع.. شعر

أقاطع اليد الملوثة بالدم النبيل،
أقاطع اليد التي تغلق النوافذ على الغيم،
أقاطع اليد التي لا يعرف كم عدد أصابعها،
ولا عدد الذين خبأتهم في النسيان،
ولا عدد الضحكات التي أرسلتها
إلى زوايا الخرس.

أقاطع العين التي غمزت للعين
التي تتلقى الغمزات
وتصوب الرصاصة على الحلم والفراشة،
أقاطع العين التي دموعها دموع تماسيح،
وأهدابها قضبان، مسجون وراءها
قمر.
أقاطع العين المتعالية لإله،
العين التي ستقيس ثوبي،
وتنزع من قلبي مضغة السؤال.

أقاطع الليل الذي جاء متخفيا
وراء نجمة تائهة،
عليَّ أن أتكئ فوق غيمة،
وأقيس مسافة الضوء،
ومدى عمق حفرة السواد،
لأن ثورة هائلة تقف على شفا الوحدة،
وأمام مفترق طرق:
حيث لوحات إرشادية خادعة:

- هنا الله يا سيدتي تعالي من هنا.

- لا لا، من هنا، ثمة أريكة آمنة فوق بركان، تعالي
ولا تخافي، لدينا ثلج!

- كل المسارت هنا دائرية أيتها الجميلة
التي شوهوها كعاهرة،
سوف تلفين حول نفسك،
وسوف تلفين حول ذاكرة تتهاوى
كناطحة سحاب،
وفي الغبار
سوف يظهر سيزيف الجديد ويرمي
فوق ظهرك
سلحفاة هائلة،
ويطلب منك إتباعه!!

أقاطع الذين صوتوا للفلوليِّ الأخير،
والذين صوتوا لبديل الشخص البديل
عن الشخص البديل،
وأقاطع الذين لم يصوتوا لخضرة التحرير،
ونسوا مينا دانيال،
- آه أي ألم ضارب في الروح
يا مينا دانيال!

أقاطع الذين يتأرجحون بين كفن حريري للفم،
وبين مقبرة مزخرفة لتحنيط
الغيوم.

هذه لحظتي
لأفجر نفسي في ميادين السهو،
لأبزغ كصرخة ساطعة
في كل عين،
لأطأ فوق كل جبهة خائنة
بحذاء النسيان،
لأبصق كديناصور هائج
ملتاع
في وجوه السفلة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى