سولاف هلال - زهور للبيع.. قصة قصيرة

موجة الأحلام العاتية، تفزع السّبات الرّابض في نفوسهن مع إطلالة كل صيف.

عطايا الصّيف هبة موسميّة لا يتجرّأن على مقاومتها وإن تركت على جلودهنّ وأرواحهنّ بعض النّدوب.

مجنونة هي الرّغبة في القفز من الأسفل إلى الأعلى، رغم العلم المسبق بحتميّة السّقوط ، لكن اللّعبة مشروطة بتقبّل جميع المخاطر النّاجمة عنها، أملا في الحصول على العطايا التي ستبلّ العروق.

هناك .. في خضم القلق ووسوسة الرّغبات، تتسابق الخطى صوب موائد العرض والطّلب ،إنّه سوق مفتوح يعرض بضاعته بأناقة وأدب .

كلهن جميلات .. مهذّبات وبنات أصول ،هذا ما يقال على ألسنة الرّاعيات الرّسميات لمهرجان الأجساد الذي يقام في كل عام، وما دام هنالك عرض وطلب إذن هنالك صفقات، فأية هبات سترفع رأس الكبرياء المدنّس بالخطايا ؟

حدّثتها عن السّياسة والاقتصاد ..عن آلاف الأسر الّتي تعيش تحت خط الفقر، وعن الرّجل الّذي فضّ بكارتها ثمّ لاذ بالفرار.

قالت أنها منحت جسدها أكثر من مرّة باسم الحب، فما الّذي سيحدث لو منحته هذه المرّة مقابل مبلغ طائل من المال ؟

هذا هو موسم الحصاد ، إنهم قادمون من كلّ حدب وصوب ،ليتوّجوا الفاتنات ويجزلوا عليهم العطاء، مقابل ورقة صغيرة مدفوعة الثّمن مقدّما، ومؤقّتة بزمن ينتهي في أجل قريب ، أليس هذا أكثر شرعيّة ممّا حدّثتك عنه ؟

حدّثتها بدورها عن القناعة .. عن الجبين المتّوج بالحياء ، وعن أولئك الّذين سحقتهم الرّغبات.

قالت لها: لا تتمادي في ارتكاب المزيد من الخطايا ، لا تجعلي المال قبلتك ، ولا تدعي الظروف تروّضك وتحطّ من قدرك ، اهجري تلك الأيدي الآثمة، وأولئك الغارقون في لجج الظلام.

جاء الأغراب تسبقهم شهواتهم، وادعاءاتهم بنبذ الحرام، امتدت الموائد، وغص السّوق بالصّبايا الحالمات برغد العيش، وكانت هي إحدى اللّواتي فزن بتلك الورقة الملطّخة بالعار.



زهور للبيع..قصة: سولاف هلال

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى