شيمون عداف - ثلاث قصائد

1- سـديروت

اخذتني عشرين عاما
لأحب هذه الهوّة .. وسط اللامكان
براعم القطن تتفتح ..شعلة بيضاء
مسترخية ناحية البحر
حيث رأيت للمرة الأولى
وبعين لمّاحة الأبنية البسيطة تحت سقف الغيوم
حتى سمعت ضجيج الشوارع ..الساحر
والهمسة الأخيرة تنفثها موجات الأسفلت
الممزوجة بحفيف المساء الكتوم على الأرض
مثل صوت امرأة منسية خذلها صوتها
وقال الحقيقة التي حاولت ان تخفيها في تعبير وجهها.
سنوات الصراع المرير ..علمت الأطفال
كيف تحتمي المياه بين الصخور
وتنتشر الزوارق الورقية في البركة..
مثل السيرك .. ماض الفتيات المزهرات
بتنانيرهن القصيرة
حيث يرشقهن الزحام بنظرتين حادتين.
الأماكن القاحلة..المحرومة من الحب فقط
تسمي ذلك : الحب الصـافي .

***

2- تهـــويدة

( ثمة اطفال في الصباح
يستندون الى بعض بحب
وسيظلون ميالين بهذه الطريقة
الى الأبد ) ليونارد كوهين
ــــ
يا والدي من هو الذي يخطأ الهدف
مأخوذا بالحب ..كما الأنحناء على كتاب..
..وبقوة يندفع تشرين الى السماء
..و ثمـّة قمر يتوهج بين اشجار الشوارع
وهو يخرج من الضباب ليطأ الظلام
ثـم يفتح ذراعيه فوق المائدة الرطبة
في اغفاءته الباردة المبددّة..
انه لمن الصعب ان اصدق انه عبر البحر
وأنه مرّة كان يحمل الثلوج
الى بيوت المغرب الضئيلة
عند نهاية الأربعينات..
طفـــولة الــــزمـن !!

***

3- هي التي تركب الحافلة رقم /24

ماذا يعني الشعر حين لااستطيع ان امشي
مانفع الشعر وانا بالكاد اسير ..حتى بعكازة
فأنا لااستطيع ان اصل هناك بسرعة كافية
الأبواب مغــلقة..
والرئتين بالكاد تلتقطان الأنفاس
وديسمبر مجرد اصبع ذكوري
يمكن ان يرسم الشمس كعين غائمة.
الغيوم تتجمع حول الشمس: مثل الغضب
قبل ان ينفجر زوج يطرق ..يتضوّر..تحت المطر المعتم
وكأني هناك أطرق على الزجاج: افتحي..افتحي
ايتها العاهــرة الغبيّـة
ودونما رغبة تفتح العـاهـرة..
ومثلما زوج عدواني ..يبتلع الطعام ويردد شكرا ..شكرا..
صارت البصقة ..قيئا الى الخارج..صارت عاصفة
فقط كف ذكريه يمكن ان تؤسس الخطوات
مثـــل مشــنـقـة: مــاذا يعني الشــعر؟
آملا ان اعيش طويلا لأرى الأكثر شبابا
وقد احتلّوا كل المقاعد ..اللعنات الصغيرة..
تاركيني اقف مثل قذارة مهملــة.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* شيمون أداف من اصول مغربية ..
ولد في اسرائيل 1972 ويواصل كتابته وتنوعه الفني في الشعر والموسيقى


* نقلا عن:
فاروق سلوم - شــعراء مـن أسـرائيل:عـن الحوار والشراكة ..والتعـايـش!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى