شعر إيروسي بلقيس الكبسي - ناجيتكَ والبحر.. شعر

حَدثتُ عنك البحر فِي ذروة الهَيجان
فخلعَ مِعطف التِجَاجه وارتدى بوُحي
أناخ ثَورته وانحنى بِالقرب مِن وجعي
أرخى مَسامعه لهمِي هَامِساً بِنبرةٍ فُضلى:
هذه الدنيا هِبات راحلٌ فيها وآت
فتريثي لا تقنطي من حظ لغوب
لا تثقي بأحداثٍ لعُوب
لا تَيأسي مِن زمَن الحرُوب
فأجبتهُ والصمتُ في عينيَّ لغات
ملأ قلبي حيرة يا وجعي السنوي
يا فقدي الشتوي ويا صمتي الكبير
ها أنا أضمدُ جرحي كُل يومٍ وأبتسم
لن أُصغِي للحظاتي الحرجة
لن أنهزم .. لن أنكسر .. لن أنعدم
يا ليتني كأناكَ يا بحرُ.. بحراً مستفزاً !
ليتني يا بحرُ أبتلع جمري وأطفئهُ
ألهوُ مع مَوجي .. كأنه وجعي
أصفعهُ .. أقذفهُ .. أعدمهُ
ليتنِي يا بحرُ أتقن النسيان

*****

ناجيتُ أسارير الرجاء يا سماء الراحلين هل تعلمين؟
كم في رحابك من شهيدٍ .. وشهيد كل ما فيه رغيد؟
يشبه الفرحة في مآقي الحالمين بيوم عيد
يشبه الفرسان في صولات القصيد
تجاسر نبضه بالندّاء : يا دفق قربي لستُ بعيد
أنا ها هنا بين ضلعك والوريد.. لا تحزني إني الشهيد
لا تسمحين لحزنٍ عابثٍ.. يُحيدُ تَرعكِ بالخواء
لا تجزعين إني زهيد .. يا امتلائي بالسخاء
كيف يغفو -يا دمع قلبي- في مآقيكِ البُكاء؟

*****

ناديتُ يا نبضي جَلجِل بالهتاف
خَبئ يا تَاريخنا في قلوبنا الثَّكلى
ما تبقَى من حِكمة فُضلى
دوّ يا قهرنا .. فلتصحو الأصالة
وليصحو السؤدد مِنْ أقصى الحضَارة
يا أسلافنا الأمجاد آهٍ من الأحقادِ آهٍ من الأحفاد
بَاعوا أرضنا و الرَّواسي والمروءة فِي النَّواصي
هتكوا وفتكوا مالوا وبانوا وأمعنوا بالتمادي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى