على حزين - فيزا كارت.. قصة قصيرة

" الحياة بها أشياء أغرب من الخيال أحياناً .. وهذه القصة قد لا تمت إلي الواقع بصلة .. لكن بها شيء ما من المصداقية يصلها بالواقع الذي نُعايشه , وقد تكون قصة واقعية فعلاً , لكنها في النهاية لا تخلو عن كونها قصة من نسيج خيال فنان مبدع وجدانه لا ينفك بحالٍ , يحاكي شيءً من الواقع المر الاليم الذي نعيشه "

***

جلس مهموماً مغمغما يضرب كفا بكف , وفي رأسه أخماس في أسداس , فالعيد علي الأبواب , وأولاده الثلاثة يلزمهم كسوة العيد , والجيب خاوي, والعين بصيرة واليد قصيرة , أخذ يدبر حاله , وهو يفكر كيف ..؟!.. ومن أين ..؟!.. يأتي بالنقود التي سيشتري بها كسوة العيد لأبنائه الصغار وأمهم , فقد عودهم من كل عام بأن يجلب لهم الثياب الجديدة , طقمان لكل واحد منهم , غير ان اثنان كل عيد , ولا ينسي أن يكسي أم الأولاد بكسوة يتيمة يشتريها لها من العيد للعيد , ثم يذهبوا بكسوتهم هذه الي المدرسة ,
تعود يصحبهم قبل العيد بأسبوع أو أسبوعين , يدور بهم علي المعارض الشعبية والبائعين الجائلين , وعربات الملابس الجاهزة التي تملأ الشوارع , وتحتل الأرصفة في كل عيد , ولا أحد يمنعهم من البلدية , أو من اهل الحي , وكأنهم يريدون أن يقدموا خدمة للمواطنين , ثياب مخفضة الثمن للفقراء, وحتى لا يحتكر السوق التجار الجشعين , ضرب يده في جيبه , أخرج حافظة نقوده , عد النقود الزهيدة التي فيها , تمتم بصوت لا يسمعه غيره ,
ــ ستفرج إن شاء الله تعالي ..
نهض .. أتجه صوب المكان الذي يعين فيه مبلغ من المال ــ للظروف ــ وللحالات الطارئة , من مرض,أو واجب , وغيره , فالناس لم تعد تعطي أحدا, أو تسلف أحد, للحظة مر بباله يوم احتاج لعشرة جنيهات لأمرٍٍ ما , يومها لف البلد على رجليه , يبحث عن أحد يعطيه سلف فلم يجد , وتذكر أيضا لما مات والده, وكان يحتاج إلي عملية جراحية تحتاج مبلغا من المال " ألفان من الجنيهات " فلم يجد من يعطيه أيضاً, حتى أنه طرق كل باب للأقرباء , والأهل , والجيران , حتى أبواب أهل الخير وقف عليها , ولم يدعها , لكن للأسف الشديد لم يعطه أحد , ولم يعش والده طويلا بعد ذلك , وابنه الصغير كان يحتاج إلي عملية هو الأخر قبل موته .. , ودارت في رأسه أحداث كثيرة متشابهة , لأجل ذلك كله , وبعد كل هذه الاحداث التي مرت به في حياته , تعلم الدرس جيدا , واستوعبه , وعرف بأن الانسان لا يساوي في هذا الزمان إلا ما يملكه من مال , وأن أحداً لا يعطي أحداً شيئاً , لذلك قرر أن يقتطع جزءً من راتبه كل شهر , يعينه , أو يضعه في مكان ما , أمين , يكن لمواجهة الظروف , والحالات الطارئة , أمسك بالمبلغ,عده , نظر إليه طويلاً, ودمعة توشك أن تقع من عينه , ثم تمتم , يحدث نفسه ..
ــ المبلغ ضعيف لا يكفي بأن اكسوهم مثل كل سنة ..؟!..
قرر في نفسه بأن يتنازل هذه المرة , ويشتري لكل واحد من أبنائه الثلاثة , طقما واحدا فقط لا غير , لحين ما تفرج , أما زوجته فقد قرر أن يترك كسوتها هذا العام لبيت أبيها , فهم لم يفعلوا ذلك منذ أن تزوجها , وافترض أنها ستزعل منه , وكذا الأولاد ربما لا يعجبهم هذا القرار المجحف , ولكن ما في اليد حيله , وبعد تفكير عميق , قرر أن يخبر زوجته وأولاده بنيته , وما سيقوم به , وهو في طريقه عبر بهو الشقة , سمع صوت المذياع في نشرة الأخبار , وهو يقول
ــ " بيان هام , وعاجل , الحكومة قررت صرف الراتب في هذا الشهر مبكراً , وقبل العيد , وذلك في إطار ما تقوم به الدولة لتخفيف العبء علي المواطنين "..
أسرع إلي التلفاز ليتأكد من الخبر , وقد تهلل وجهه , وانفرجت أساريره فرحاً , وهو يردد من اللاشعور قولته المعتادة ..
ــ يا ما انت كريم يا رب .. فرجت . فرجت والحمد لله ..
قالها وكأن يديه وقعتا علي كنز ثمين .. ولما لا وهو لا يملك الا راتبه الهزيل , وبرغم ضعفه , وضآلته إلا انه مقوم أوده علي الحياة , وأفضل من مد الايدي , اقترب علي درجة مدير عام , وكم عام ويخرج علي المعاش , وما زال راتبه لا يتعدى الثلاثة الاف جنيه فقط لا غير , هذا كل ما يمتلكه في هذه الحياة , فلا ورث ولا صنعة , ولا سدرية , ثلاثة ألاف جنيه فقط لا غير , وذلك بعد الخصومات والضرائب , وقسط البنك الذي جلبه علي ضمان راتبه ليتلقى البيت الذي يعيش فيه مع اولاده من اخوته , معه من الاولاد ثلاثة بنت وولدين , وأما الولد الثالث فقد توفاه الله بعد معاناة , وصراع مرير مع المرض ..المهم .. أخرج ورقة وقلما , ثم جلس يحسبها مع نفسه, جمع كم معه من نقود, وكم سيقبض من راتبه , ثم وضع أرقاما لشراء كسوة العيد , وكم سيتبقى معه من نقود لباقي الشهر , والشهر المقبل تلك طريقته وهذه عادته , وهذا ديدنه في الحياة كلها , قبل كل شيء , لبد أن يحسبها , عنده كل شيء محسوب بالورقة , والقلم , كل شيء يضع له خطة , ثم يجعل له ميزانية خاصة به , فهو رجل ذكي, متكيف مع ظروفه كلها , ومطوع حياته علي هذا النحو , وعلي الراتب الزهيد الذي يتقاضاه , لو قسم علي خمسة أفراد , هو وزوجته وأولاده الثلاثة , ستجد أن نصيب الفرد الواحد منهم عشرون جنيها ــ في اليوم والليلة ــ فقط لا غير , ومطلوب منه أن يعيش به , ويدير منزله ويرعي به أسرته , مع دروس للأولاد ,علي مصاريف للمدارس , علي كسوتهم , وعلاج لا قدر الله , ومياه , وكهرباء .. و.. و ..الخ .. الخ ..؟!..
فإذا ما سأله أحد.؟! .. كيف يعيش بهذا الراتب الزهيد ..؟! .. في ظل هذا الغلاء الفاحش المتوحش ..؟!.. دائماً تسمعه يردد , وهو يبتسم ..
ـــ أهه عايشه والحمد لله , وربنا يبارك في القليل , وماحدش بيـ بات من غير عشا وما حد ش بيأخد غير نصيبه ..
إلي غير ذلك من الأسطوانة المحفوظة لدي الناس الطيبين المساكين الذين يكملون عشاءهم نوم , وقضينها حمد , وشكر ..
اتجه صوب الدولاب , الذي اشتراه من بائع الموبيليات المستعملة , فتح دلفه بسرعة , وتوتر, كي يرتدي جلبابه الوحيدة التي لم تمت بعد , والتي قد أعدها لمثل هذه المشاوير الهامة , فهو بعد قليل سيقف أمام الحاسب الآلي " مكنة الصرافة " وسيضع " الفيزا كارت " الخاصة به , والتي لا يعرف كلمة سرها إلا وهو , وزوجته المصون , ارتدي حذاءه القديم , الذي لم يزل فيه الرمق , والذي اشتراه من سنين طويلة , وبعد إلحاح من زوجته , التقط حافظة نقوده بسرعة , فبعد خمس دقائق سيكون في الشارع , أخبر زوجته بأنه ذاهب لإحضار راتبه الشهري , ودعته بابتسامة جميلة , مع شراء بعض الطلبات الضرورية للمنزل .. وهي تدعو له , بأن يعود لها بالسلامة
ــ ربنا يكفيك شر الطريق , وأولاد الحرام , وتعود لنا بالسلامة يا رب ..
وقف في طابور طويل , أمام مكنة الصرافة الوحيدة في الشارع , ينتظر دوره .. عدَّ الواقفين أمامه , وحسب في رأسه حسبة بسيطة , وافترض , لو أن كل واحد أمامه سيأخذ دقيقة , أو دقيقتين , سيقف ساعة تقريباً , فكر أن يعود الي المنزل , ويأتي في وقت أخر, لكنه أقنع نفسه , بأنه لو عاد في وقت أخر , ربما لا يجد المال في المكنة , أو ربما يجد زحاماً أكثر من هذا , فالعيد علي الأبواب , وقد حدث معه هذا من قبل , أكثر من مرة ,
أصوات الناس الواقفين أمامه , ومن خلفه تختلط بأصوات تلكسات العربات, بالكاد كان يصله بعض الجمل , والحوارات , من بعض الناس الواقفين , المتزاحمين , المتذمرين , الساخطين علي العيشة , والدنيا , والحياة , وذلك من نوعية ..
ــ الأسعار نار والمرتب لا يكفي لأخر الشهر ..
فيرد عليه أخر وهو يضحك , وقد رفع صوته , وهو ينظر إليه , وكأنه يريد أن يسمعه , ليشارك في حوارهما
ــ لازم نستحمل عشان البلد تقوم علي رجليها , ونبني بلدنا ,
فيرد ثالث , وقد بدأ في صوته شيء من الحدة , والسخط علي كل شيء .
ــ اللحمة غالية , والفاكهة غالية , وكل شيء غال, والحياة كلها بقت غلا , وبلا
أخر يقول , وقد أخذ مكان الذي تقدم أمامه ,
ــ يعني هو الفقير هو وحده اللي يستحمل , ما في ناس فوق عايشه , وناس تانى بتموت مش لاقيه حق الدواء , ولا ثمن الأكل , الناس بتآكل من الزبالة..
يرد الأول وهو يضحك بخبث ..
ـــ تقسيمة ربنا , أنت بقى ها تكفر .. ربنا قال وجعلنا بعضكم فوق بعض طبقات
صحح له من بجواره وهو يبتسم ,
ــ درجات
وهو ما زال مرابطاً في مكانه , يصله صوتهم أحياناً , ويغيبه الخوف من الرقيب والضجيج أحياناً أخرى , يمسك بطاقته " الفيزا كارت " بيده , وهو لا يبالي بما يقال , ولا بما يدور حوله , كل هدفه أن يصل راتبه إلي يده , وليس في رأسه شيء يدور , إلا كم بقي أمامه حتى يصل إلي دوره , ويقف أمام الصراف الآلي , ليقبض راتبه , ويعود إلي البيت , حتى يحضر مستلزمات الإفطار للأولاد , فقد وعد أم الأولاد , بأنه سيحضر لهم كيلو من الفاكهة , عندما يعود براتبه , كما تعود علي هذا دائماً ــ أول كل شهرــ لما يقبض راتبه , يحضر لهم بعض الكيلوات من الفاكهة ..
لاحظ امرأة جميلة , في العقد الرابع من عمرها , تنظر اليه من حين لأخر , بابتسامة خفيفة على شفتيها , ونظرة أعجاب ملأت عينيها , أرجعته إلي سن الشباب , وأيام الصبا , فهو برغم كبر سنه , ووصوله , واقترابه سن المعاش , إلا أنه لا يزال يحتفظ , بمسحة لا بأس بها من النضارة , والحيوية والنشاط مع شيء من الوسامة , وذلك لأنه كان وهو صغير , رياضي , يمارس السباحة , والمشي لمسافات بعيدة , ولعبة الكاراتيه , لذلك من يراه , ربما أعطاه اقل من عمره بكثير, شعر بنشوة مع تخديره جميلة غزت جسده , لاحظ بأن أحد الواقفين يتابعه من طرف خفي .. تحسس جيوبه , ليتأكد أن كل شيء في مكانه , وأمسك عن النظر إليها , وقد شعر بالألم في قدميه , من طول الوقوف , والأنظار ..
((ولما رأي أن الوقت لم يحن بعد , ووقوفه قد يطول , حينها أطلق العنان لعقلة , وراح يتخيل أشياء , ويحلم بأشياء , فهو تعود أن يهرب من واقعه المر الأليم , بالخيال , وبالأحلام اليقظة , وفي المنام , فكثيراً ما حلم وسرح بخياله, وتخيل أنه رجل له نفوذ , وثراء فاحش , معه فلوس كثيرةً , شركات, ورصيد في كل بنوك الأرض, وطابور من موظفين, والمنافقين يقفون له كل صباح ومساء , يستجدون رضاه بابتسامتهم المنافقة , ونظراتهم التي لا تستطيع أن تخفي حقدهم , وغلهم الدفين , وعربية علي أحدث موديل , وفله علي أحدث طراز , ويخت , وطائرة , خاصة , ممكن تقولوا عليه خيالي حبتين , أو حتى مريض نفسي , أو أي مسمي أخر , لكن تلك هي الوسيلة الوحيدة التي أصبحت أمامه , أو قل هوايته المفضلة للهروب من واقعة المر الأليم , وحتى يستطيع أن يتغلب علي ضغوط الحياة , وحتى لا تفترسه الأمراض بسبب الضغط النفسي . )) ,
يعود من خياله علي الأصوات المرتفعة حوله , انتبه لما يقولونه , فوقع , وأسقط في يده , سمع أحدهم يقول
ــ المكنة وقفت ,
أخر يقول
ــ الظاهر الشبكة وقعت
ثالث يقول
ــ لا لا يا جماعة الظاهر المكنة خلصت فلوس ,
تقدم ليقف مع الملتفين حول المكنة , وهم يحاولون معها , وكأنهم يستجدونها بأن تخرج لهم النقود .. فالعيد علي الأبواب , طلب منهم أن يتركوه , يضع بطاقته في المكنة , لعل وعسي تستجيب , وتخرج النقود له , فأذنوا له بذلك , سمع من يقول له , وهو يضع البطاقة في المكنة ,
ــ ما تحاول ش يا أستاذ , يا إما الشبكة وقعت , ويا إما المكنة خلصت فلوس
وضع بطاقته , ثم الرقم السري , بحذر حتى لا يعرفه أحد من الواقفين , وأنتظر ريثما تقرأ المكنة بيانات البطاقة , مع الطلب بالانتظار, ثم جاءت المرحلة الثانية, ضغط , أختار اللغة العربة الفصحى , وأنتظر مرة أخرى , حتى جاءت المرحلة الثالثة , وفي كل مرحلة تنفرج أسارير وجهه , بقدر ما تنجح المرحلة , والكل من حوله قد كتم أنفاسه , في انتظار أن تتم العملية بنجاح , فالكل ينتظر راتبه , والعيد علي الأبواب , حتى جاءت المرحلة الأخيرة , قرأ علي شاشة الحاسوب .. " ناسف لعد إتمام هذه العملية مع الرجاء بسحب البطاقة,والمحاولة مرة أخري " ضحك بعض الواقفين , والبعض الأخر راح يسخط , ويسب , ويلعن العيشة , والحياة ,وأخذ يدعو علي كل من كان السبب في ذلك , أما هو فقد جلس في مكانه على الرصيف,غير عابئ بمن ينظرون إليه من المارة, وجاء في ذهنه ألف سؤال, وسؤال , وافترض في عقلة ألف احتمال , واحتمال , وراح يدورها في رأسه , برهة من الزمن , مرت عليه كدهر , وهو لا يدري كم من الوقت مر , وهو جالس مكانه , نظر حوله فلم يجد من كانوا واقفين معه , أو حوله , قام من مقامه , هيئ نفسه للانصراف, وعندما جاءت أقدامه إلي المكنة ,اقترح علي نفسه , بأن يجري محاولة أخيرة بائسة , وضع البطاقة في المكنة , اجري المرحلة الأولي , والثانية حتى المرحلة الأخيرة , ثم وقف ينتظر , وإذ بالعملية تنجح , وإذا براتبه يخرج من المكنة , فيأخذه , ومن شدة الفرح كاد أن ينسي البطاقة في المكنة , كورهم في جيبه دون أن يعدهم , فهو يثق في الإنسان الآلي أكثر من الإنسان العادي , وبينما هو في طريقه إلي البيت إذا بخناقة كبيرة , معركة دارت رحاها بسبب أجرة " التُكتك " وغلاء الأسعار , والناس قد اجتمعت محتشدة تكاد تسد الشارع حول المشاجرة , تلفت في الوجوه , ربما يجد أحداً يعرفه في المعركة فلم يجد , فأكمل سيره , وطريقه ولم يهتم, وتجاوزها , وانصرف , مر علي السوق , اشتري كيساً من الفاكهة لأولاده , مع كيلو كنافة باثني عشرة جنيها , بكل ما كان معه من نقود كانت في جيبه قٌبيِِل المرتب , ولم يشأ أن يجرح الراتب , فالراتب له مهمة أخرى أكبر من ذلك , عاد إلي البيت , أعطي ما في يده لزوجته التي استقبلته بترحاب وانبساط , وسعادة اعتاد عليها كلما عاد من الخارج , وضع يده في جيبه ليخرج راتبه , ليضعه مع المبلغ المعان للأزمات وللظروف والشدائد , لكن يده خرجت خاوية , فظن أنها في الجيب الثاني , فهو كثيراً ما يضع الأشياء وينساها , ولا يعرف مكانها , فخرجت يده خاوية مرة أخري , فتح حافظته أخرج أحشائها , فلم يجد المرتب , بحث في نفسه , فلم يجد المرتب , كاد عقله أن يطير من رأسه , رأته زوجته , وهو يدور في الغرفة , وفي البيت في ما يشبه الهستيري , يبحث يمنة ويسري , ولما استغربت حالته سألته ما به , فأخبرها بما كان , وبما حدث , وبضياع الراتب الشهري, وأنه لا يعرف هل هو وقع منه , أم سرق , وصوته لا يكاد يبين من شدة البكاء , والنحيب , فصرخت زوجته في وجهه صرخة شديدة , كادت أن تهد البيت علي أم رأسه , صرخة كتمت عنه الهواء , فجعلته لا يكاد يتنفس , بل يكاد أن يفطس , ويموت , حرك نفسه بكل قوة حتى يدفعها بعيدا عنه ويتخلص من صراخها , حتى يمكنه أن يسترجع , ويتذكر كيف حدث هذا معه , وكيف ضاع راتبه ,
أفاق, استيقظ , قام من نومه فزعاً, وهو يدفع عنه الغطاء بقوة , ليتنفس الهواء, وزوجته واقفة فوق رأسه , في محاولة لإيقاظه , فلما أفاق من نومه , قالت له زوجته :
ـــ ما بك ..؟!! ... ماذا حدث ..؟ !!..
فأجبها وهو يبحث عن الماء ليشرب .
ــ كابوس , كابوس كاد أن يكتم أنفاسي , ويقضي عليَّ ,
فتجيبه , وهي ُتقرب منه كوب الماء البارد ليشرب , وهو يمسك بكوب الماء يرفعه علي فمه , حتى يسترد قوته , ويستعيد نشاطه , ويستوعب ما حدث
ــ الحمد لله يا خويا , الحمد لله الحمد ..
*****************************
بقلم / على السيد محمد حزين ــ مصر
الأحد 24 / 6 / 2018

تعليقات

الكاتب في سطور

* الاسم / على السيد محمد حزين

* وإسم الشهرة / على حزين

* تاريخ اليلاد / 8 / 8 / 1967

* المؤهل / ليسانس ا صول الدين والدعوة الاسلامية باسيوط

* شعبة / الحديث وعلومة .

* يعمل / إمام وخطيب بالأوقاف المصرية

* العنوان / ساحل طهطا / سوهاج

* عضو عامل في نادي أدب طهطا

* عضو مركزي / محاضر مركزي سوهاج ..

* عضو عامل لشعراء العامية المصرية .

* كاتب.. وقاص .. وروائي .. وشاعر

* دعي للعديد من المؤتمرات الأدبية .

* دعي للعديد من المؤتمرات الأدبية .

* شارك في ندوات المجلس الأعلى للثقافة

* منها " المؤتمر الأدبي الخامس عشر لإقليم وسط الصعيد الثقافي, بالوادي الجديد " الخطاب الثقافي وسط الصعيد ( الواقع والمستقبل ) 3/ 3/ 2015

*مؤتمر أدباء إقليم وسط الصعيد الثقافي بسوهاج لعام ــ 2016 " المؤسسات الثقافية والحراك المجتمعي "

* ومهرجان القصة القصيرة الأول بسوهاج 26 / 11 / 2017 / أجيال .. وإبداع دورة القاص القدير الأستاذ / محمد عبد المطلب

* مؤتمر نادي القصة السادس بأسيوط " القهر والاستبداد في سرديات كتاب الصعيد" دورة الأديب الراحل " محمود البدري ـ 7 / 12 / 2017

* نشر أعماله في العديد من الدوريات والجرائد والمجلات الأدبية المصرية علي سبيل المثال جريدة " الجمهورية ـ والأهرام المسائي ـ وروزليوسف ــ واليوم السابع ــ وجريدة المساء ـ وأخبار اليوم ــ مجلة الحوار ــ ومجلة أقلام " وغير ذلك

* شارك في ندوات المجلس الأعلى للثقافة

* كرم بشهادة من " مؤسسة اسرار الأسبوع " في احدي جولاتها الرائعة في قصر ثقافة سوهاج مساء يوم الاربعاء 8 / 2 / 2017 .. والتي يرئس مجلس إدارتها الشاعر الكبير // محمد سليم الديب

* تناولت بعض اعماله ضمن " رسالة ماجستير " للقصة القصيرة في سوهاج للاستاذ الباحث // السيد محمد علي // ابن سوهاج وقد اشرف علي رسالته الاستاذ الدكتور // محمد عبد الحكيم // " جامعة اسوط ــ كلية الأداب ــ قسم اللغة العربية ــ الدرسات العليا "

* نشر عملة ضمن كتاب الجمهورية " 50 قصة قصيرة .. " في يونية عام 2000 ..

* نشرت أعماله بالصفحات والمجلات والمواقع الأدبية التي تتصل بعالم الفضاء الإلكتروني .ــ

* له ثلاث مجموعات قصصية مطبوعة ــ

1 ــ " دخان الشتاء" من الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 1999 م ..

*2 ــ " وحفيف السنابل " عن فجر اليوم للطباعة والنشرعام 2004 م

* 3ــ " أشياء دائماُ تحدث "عن فجر اليوم للطباعة والنشر عام 2004 م

* وفاز بالمركز الأول مرتين علي التوالي في مسابقات أدبية لنادي أدب طهطا .. ما بين عام / 1997 الي عام 2000 م

* وله تحت الطبع ـ مجموعتان قصصيتان"غرفة رقم (5)" و"بورترية"

* تحت الطبع ــ روايتان 1 ــ " اجازة " ... 2 ــ " ايراد "

* تحت الطبع ــ ديوان "ولسه بحلم" عامي " تغريدات صغيرة " فصحى

* للمراسلة ــ ساحل طهطا ـ حارة العبد ــ سوهاج

* وفاز بالمركز الأول مرتين علي التوالي في مسابقات أدبية لنادي أدب طهطا .. ما بين عام / 1997 الي عام 2000 م

* البريد الإلكتروني :

[email protected]

* للمراسلة ــ ساحل طهطا ـ حارة العبد ــ سوهاج تليفون محمول

محمول / 01018763675

وتليفون ارضي 4761104مفتاح 093 ـــ 093476110 " منزل
 
أعلى