وساط جيلالي - في الليـــــل.. قصة قصيرة

ما إن بدأ النعاس يدب إلى عيني عبد الله، وكان قد أصبح يشعر بخدر لذيذ يسري بجسمه، حتى أيقظته.

كانت واقفة على رأسه، تمسك ببطنها بكلتي يديها وتتأوه وتقول :
ـ آميمتي مصارني، غادي نموت !

ملأ الحنق نفسه إلا أنه تصنع الاهتمام والشفقة، جلس على حافة السرير، أحس بالبرد في رجليه الحافيتين، أراد أن يقول شيئا لكن لم تخرج من بين شفتيه سوى غمغمة غير مفهومة .

صاحت به :
ـ عيط لي على طاكسي يديني لسبيطار !

قال لها :
ـ را الوحدة ديال الليل، خلي حتى الصباح أو ………..

لم تدعه يتمم كلامه، قاطعته بصوت أكثر ارتفاعا:

ـ وا عيط لي على طاكسي راني غنموت !

نهض، ارتدى ثيابه، بحث عن جوربيه فلم يجدهما، انتعل حذاءه بدونهما، فكر إن كانت المائة درهم المتبقية لديه ستكون كافية، بحث عن رقم هاتف الطاكسي الوحيد الذي لديه، لم يجب فقد كان مغلقا، ارتاح للأمر، مد الهاتف باتجاهها وهو يقول:
ـ سادو .
ـ عيط على واحد آخر .
ـ هو لي عندي .

جلست على حافة السرير وبدأت تجأر :
ـ وراني غنموت ! ونتا فين صحابك ؟

أغلق الباب ووقفا ينتظران وصول صديقه حميد، حين وصل ركب إلى جانبه وركبت هي في الخلف، التفت صديقه نحوها وحياها بصوت تعتعه السكر وانطلق، وما إن انعطف نحو الشارع حتى أخرج من تحت مقعده قنينة فودكا وعب منها جرعة ومدها لعبد الله، عب منها هذا الأخير جرعتين وأعادها إليه، وهو يمسك بها كاد أن يدهس دراجة نارية بدون أضواء كانت أمامهما، راغ عنها في آخر لحظة، صوتت الزوجة :
ـ وا عباد الله باغين يقتلوني.

التفت نحوها صديق زوجها وهو يظن أنها تشتكي من الألم وقال لها :
ـ غادي تكوني بخير، را كنعرف الطبيب .

ثم زاد في السرعة بطريقة مفاجئة وتجاوز شاحنة، أحس عبد الله بيدي زوجته ترتعشان وهي تمسك بكتفيه وكانت تصيح :
ـ ووقفوني غير هنا !

حين جلست تنتظر دورها، نظرت إلى زوجها نظرة مرعبة، وقالت له بصوت يشبه فحيح أفعى وكان يبدو أنها نسيت ألمها:
ـ أرا الساروت، ماغادياش نرجع معاكم. الطاكسيات غاديين جايين .

ارتاح للفكرة، مد لها الساروت وأضاف المائة درهم، وأسرع خارجا وغمغماتها الحانقة تتبعه .

حين صعد إلى السيارة، مد له حميد، الذي كان قد نسي لماذا أتيا أصلا إلى هنا، زجاجة الفودكا، فعب منها جرعتين، انطلقت السيارة بسرعة .

وكان يحس بالسعادة تغمره والسيارة تنهب بهما الطريق تحت أضواء النيون والسماء المظلمة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى