محمد حربي - فراشة.. شعر

إهداء إلى الشاعر: محمد عيد إبراهيم

1
يأخذ الصبي طينةً باردة من النهر...
يفركها قليلا بأنامله، ويشكلها بشراً
ثم ينفخ في الطين فيصير نماذج
ويعود إلى النهر
يلقي ما صنعت يداه
ويعيد الطين إلى سيرته الأولى
ثم يستغفر الله.

2
يجمع الطفل حفنةً من الرمل
ويبني بيتاً... ويسميه قصراً
ثم يأتي بجرّة ماء يُسقطه على القصر
ويسميه مطراً
ثم يزيح البيتَ وزخاتِ المطر الباقية
ويسمّي ما تبقى...
وطناً!

3
يجمع الطفل بعض الفراشات
ويحنّطها
ليصير قادراً على
منح الموت للكائناتِ
في أوراق الكتب.

4
يجمع الطفل بضعة حروف
ينفخ في طينها
حتى تحترق تماماً
فتصير قصيدة.

5
يُخرج الفراشات الميتة من تابوت الكتاب
تترك الفراشاتُ أثراً في ورق الذاكرة
وينسى الطفل حلمه
فتطير الفراشات
ويعود شاعراً!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى