نصيرة تختوخ - أريد السفر إلى هافانا..

أريد السفر إلى هافانا ، أن أمشي حافية القادمين على رصيف حي شعبي ، أن تدغدغني أشعة الشمس وأن أوقف ،حين أتعب ، سيارة أجرة يمر صاحبها هائما،لامباليا، يأخذني ويحطني أمام مرفأ عريق ينسيني تعبي وينسيه أجرته.
أتمنى أن يكون في الجوار صبية يحاولون المشي على أيديهم و القفز عاليا في الهواء وأن يحتضنهم الرمل حين يسقطون .
إذا أتى المساء دخلت مطعما يعلق صاحبه على الجدار لوحة مرسومة بغير إتقان لتْشِي جيفارا ويُقدم فيه الأكل مع أنغام الصالصا ،آكل وأشبع وأضحك حين أرى ثنائيا يشع حياة قام للرقص طربا مع الأوركسترا التي يتوسطها ثلاثة عازفين يحملون أبواقا بلون الذهب وأنا أتذكر لوحات سريالية عوض الفنان فيها خراطيم الفيلة بالأبواق ويتراقص في ذهني تساؤل حول تاريخ البوق ما الذي الذي ألهم الإنسان لصنعه وهل هو الناي حين تطور ..
يوقف صاحب المطعم الفرقة ليعلن خبرا سارا يقطع من أجله العزف ويشعل بعده سيجارا ، يقول أن الوجبات قدمت مجانا لأنه للمرة الثالثة سيتزوج لكن للمرة الأولى سيتزوج من يحب و سيعيش سعيدا وأصفق له كغيري لأخرج دون أن أفتح محفظتي.
أركب عربة بيضوية الشكل تتحرك على ثلاث عجلات أطوف المدينة أقابل العمارة والنخيل باحثة عن نزل , حين توقفني شرفة جميلة تغريني بالإطلالة منها يفتح لي السائق الباب ويسألني قبل أن أسأله عن أجرته عن ساعتي اليدوية من أين اقتنيتها لأن خطيبته تجمع الساعات وهو يهديها ساعات في كل المناسبات.
أعطيه ساعتي لتفرح خطيبته ويتنازل لي هو عن مستحقاته .
أدخل الغرفة ذات الشرفة التي نادتني، أمتد على سرير عليه غطاء بلون السماء قليلا ثم أقوم أطل على قمر هافانا وليلها.
أتذكر رقم الهاتف الوحيد الذي استطاعت ذاكرتي تخزينه وأرسل رسالة قصيرة جدا:'الحياة حلوة في هابانا '
أعيد هاتفي المكتنز برسالة متفائلة لأكتشف أن محفظتي ليست في حقيبتي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى