عبد الرحيم جيران - مشية آخر النهار.. شعر

إلى روح الشاعر أحمد الجوماري

فوق الصخر
كان عبدُ الرحيمِ وئيدًا
يمشي
على وقع الجمر،
يمشي وحيدا
من دون احتياطيّ..
عند أوّل منعطف،
أو ممرّ،
يغرس رأسه
في الرمل،
مثل أيّ حصان عاثر
خانته فطرة الفجر،
ثمّ يُشهر في وجه
العابرين التباساته البيضاءْ،
يتنكّب ذلّ الأشياء
وهْي تقاسمه
حيّزا ضيّقا
في ردهات البداهة..
كان يمشي،
لا يتوقّف
عن قضم الخطيئهْ،
ليس له ما
يلوذ به
غير أنا لا تشفُّ إلّا قليلا؛
وإذ ينأى به اللا يقين
تُجاه الهاويهْ
يستبدّ به الوهم الطريّ
مثل غريق يمد اليد وَهْمًا
صوب خيال تراءى..
كان يمشي،
وهْو لا يبرح موضعه
في نقطة الموت،
يمحض الماضي
في اختبار الحاضر
علّه يستردّ ثمالات وقت
لم يكن له،
يتأبّط ظلّه مرتابا
لئلّا يُسارقه الموت
ما تبقّى من الحبر،
كيما يخطّ آخر سطر
في صفحة العمر
وفي عينيه،
يتلع عنف السؤالْ
منقوعا في الشكّ:
لِمَ يضمر دفء الحبّ..
يموت،
وتنتحر القصيدهْ؟


عبد الرحيم جيران.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى